مصادقة الإخوان ص 36 بسنده قال: (أبطأ على رسول الله صلى الله عليه وآله رجل فقال: ما أبطأ بك؟ فقال: العري يا رسول الله! فقال: أما كان لك جار له ثوبان فيعيرك أحدهما؟ فقال بلى يا رسول الله، فقال: ما هذا لك بأخ). انتهى.
لكن هل تغير الحال بعد النبي صلى الله عليه وآله على عامة الناس بالرغم من ملايين الفتوحات وصناديق ذهبها في عصر أبي بكر وعمر وعثمان، وتحول الدولة الإسلامية إلى دولة كبرى؟!
تقول الشواهد التاريخية الكثيرة إن حالة الغنى واليسر كانت محصورة بالخليفة وبطانته، وقادة الفتوحات وبطانتهم التي حولهم.
ونكتفي من الأمثلة بأويس القرني الذي كان معاصرا لأبي بكر وعمر وعثمان، والذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وآله قبل أن يراه المسلمون، وأوصاهم أن يبلغوه سلامه وأن يحرص أحدهم على أن يحصل منه على كلمة دعاء: (غفر الله لك)! وقد دعا لبعض الصحابة، ولم يدع لبعضهم، فقد سجل الرواة مجتمع الكوفة في عصره كان شديد الفقر، ونصوصهم في ذلك كثيرة وصحيحة، وقد استعرضنا سيرته في أول المجلد الرابع من العقائد الإسلامية.
(كان إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والشراب ثم قال: اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به، ومن مات عريا فلا تؤاخذني به). (حلية الأولياء: 2 / 87).
(إن كان أويس القرني ليتصدق بثيابه، حتى يجلس عريانا لا يجد ما يروح فيه إلى الجمعة). (سير أعلام النبلاء: 4 / 29 وحلية الأولياء: 2 / 83).
(اللهم إني أعتذر إليك من كل كبد جائعة وجسد عار، وليس لي إلا ما على ظهري، وفي بطني). (مستدرك الحاكم: 3 / 406: والبيهقي في شعب الإيمان: 1 / 524).
وفي لسان الميزان: 1 / 280 وسير أعلام النبلاء: 33 / 294: (كان أويس يجالس رجلا من فقهاء الكوفة يقال له يسير ففقده، فإذا هو في خص له قد انقطع من العري)!
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله: إن من أمتي من لا يستطيع أن يأتي مسجده أو مصلاه من