فقلت له أظن أن جعفرا رض كان يبايعه ولا أظن حمزة كذلك وأراه جبارا قوى النفس شديد الشكيمة زاهيا بنفسه وشجاعا بهمته وهو العم والأعلى سنا وآثاره في الجهاد معروفة وأظنه كان يطلب الخلافة لنفسه فقال الأمر في أخلاقه وسجاياه كما ذكرت ولكنه كان صاحب دين متين وتصديق خالص لرسول الله صلى الله عليه وآله ولو عاش لرأى من أحوال على " ع " مع رسول الله صلى الله عليه وآله ما يوجب أن يكسر له نخوته وأن يقيم له صغره وأن يقدمه على نفسه وأن يتوخى رضا الله ورسوله فيه وإن كان بخلاف إيثاره ثم قال: أين خلق حمزة السبعي من خلق على " ع " الروحاني اللطيف الذي جمع بينه وبين خلق حمزة فاتصفت بهما نفس واحدة وأين هيولائيته نفس حمزة وخلوها من العلوم من نفس على " ع " القدسية التي أدركت بالفطرة لا بقوة الرياضة التعليمية ما لم تدركه نفوس مدققي الفلاسفة الإلهيين لو أن حمزة حي حتى رأى من على ما رآه غيره لكان اتبع له من ظله وأطوع له من أبي ذر والمقداد وأما قولك هو العم والأعلى سنا فقد كان العباس العم والأعلى سنا وقد عرفت ما بذله له وندبه إليه وكان أبو سفيان كالعم وكان أعلى سنا وقد عرفت ما عرضه عليه. ثم قال: لا زالت الأعمام تخدم أبناء الأخوة وتكون اتباعا لهم الست ترى حمزة والعباس اتبعا ابن أخيهما صلى الله عليه وآله وأطاعاه ورضيا برياسته وصدقا دعوته الست تعلم أن أبا طالب " ع " كان رئيس بنى هاشم وشيخهم والمطاع فيهم وكان محمد صلى الله عليه وآله يتيمه ومكفوله وجاريا مجرى أحد أولاده عنده ثم خضع له واعترف بصدقه ودان لامره حتى مدحه بالشعر كما يمدح الأدنى الأعلى انتهى ملخصا وقتل حمزة بأحد شهيدا قتله وحشى العبد الحبشي.
قال الواقدي: كان وحشى عبدا لابنة الحارث بن عامر بن عبد مناف ويقال كان لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف فقالت له ابنة الحارث أن أبى قتل يوم بدر فان أنت قتلت أحد الثلاثة فأنت حر محمدا وعلي بن