عليه فقال صلى الله عليه وآله ما وقفت موقفا قط أغيظ إلى من هذا الموقف فطلعت صفية بنت عبد المطلب ومعها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فحالت الأنصار بينها وبين رسول الله فقال: دعوهما فجعل إذا بكت صفية يبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وإذا نشجت ينشج وجعلت فاطمة " ع " تبكي فكلما بكت يبكى رسول الله ثم قال صلى الله عليه وآله لن أصاب بمثل حمزة أبدا ثم قال لصفية وفاطمة " ع " أبشرا أتاني جبرئيل فأخبرني ان حمزه مكتوب في أهل السماوات أسد الله وأسد رسوله ولما رأى صلى الله عليه وآله ما مثل بحمزة أحزنه ذلك وقال صلى الله عليه وآله إن ظفرت بقريش لأمثلن بسبعين منهم فأنزل الله عليه وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولأن صبرتم لهو خير للصابرين فقال بل نصبر فلم يمثل بأحد من قريش، ولما خرج وفد الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وآله خرج معهم وحشى حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة فلما رآه قال رسول الله أوحشي قال نعم قال اقعد فحدثني كيف قتلت حمزة فحدثه فلما فرغ قال ويحك غيب عنى وجهك فكان يتنكبه لئلا يراه حتى قبضه الله تعالى إليه.
وكانت وقعة أحد يوم السبت لإحدى عشر ليلة وقيل لسبع ليال وقيل.
لثمان وقيل لتسع وقيل للنصف من شوال في سنة ثلاث من الهجرة وشذ من قال سنة أربع، وعن مالك كانت بعد وقعة بدر بسنة. وعنه أيضا كانت على رأس إحدى وثلاثين شهرا من الهجرة والله أعلم، عن جابر قال قال: رسول الله صلى الله عليه وآله سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب، وفى رواية حمزة خير الشهداء وكان لحمزة " ع " من الولد عمارة ويعلى ولم يعقب واحد منهما وكان يعلى قد ولد خمسة رجال وماتوا كلهم من غير عقب وتوفى رسول الله صلى الله عليه وآله ولكل واحد منهما أعوام ولم يحفظ لواحد منهما رواية وكانت له بنت يقال لها أم أبيها وقيل اسمها آمنة وكانت تحت عمران بن أبي سلمة المخزومي ربيب رسول الله صلى الله عليه وآله وهي التي ذكرت لرسول الله وقيل له ألا تتزوج ابنة حمزة