فيدعو لنا في الفرض كل موحد * ويدعو لنا في الأرض كل مكبر ويسمو إلى تفضيلنا كل موقن * ويفضي إلى تنقيصنا كل ممترى وقد ذقت من حلو الزمان ومره * وجربت طوري عرفه وتنكر فلم أر أزرى للعلى من تسوف * ولم أر أحرى للمنى من تشمر قضيت لأقلامي ديونا كثيرة * وقد حل دين المشرفي المشهر واشعاره كثيرة في هذا المقدار كفاية.
(السيد الأجل أبو الحسن) علي بن أبي طالب بن عبيد الله البلخي بن أخي المذكور قبله ذكره الباخرزي في كتاب دمية القصر فقال شرف السادة عمه وله أخص الفضل وأعمه وهو من أغصان تلك الدولة العلياء ومن أزهار تلك الدوحة الغناء ورأيت الشيخ أبا عمرو يروى بين يدي عمه شعره وأسارير وجهه من سرور تشرق ولسانه بالحمد والشكر ينطق لما يرشح به إناؤه ومن فضل مختزن في إهابه وبخاته سار ذكره لها وشرف قدرها به ورأيت في كتاب قلايد الشرف قافية منسوبة إليه فلم أتمالك ان قلت عين الله عليه وحواليه، مطلعها:
أرقت وحجري بالمدافع يشرق * وقلبي إلى شرقي رامة شيق وما زلت أحمى بالتصبر مهجة * يكر عليها للصبابة فيلق خليلي هل لي بالعذيبة رجعة * وان لم يعاودني الصبا المتأنق وهل لي بأطراف الوصال تماسك * وهل انا من داء التفرق مقرق بحيث الصبا فينان أخضر مورق * يغازلني والعيش صاف مورق وكم قد مضى ليل على أبرق الحمى * يضئ ويوم بالمشرق يشرق تسرقت فيه اللهو أملس ناعما * وأطيب انس المرء ما يتسرق ويا حسن طيف قد تعرض موهنا * وقلب الدجى من صولة الصبح يخفق تنسمت رياه قبيل وروده * وما خلته يحنو على ويشفق