واحمد مصطفى فينا مطاع * فلا تغشوه بالقول العنيف فلا والله نسلمه لقوم * ولما نقض منهم بالسيوف اخرج الحافظ الدمشقي عن عبد الله بن عباس عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله خير أعمامي حمزة، واخرج ابن بابويه في أماليه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه " ع " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله أحب أخواني إلى على وأحب أعمامي إلى حمزة، وروى عن الباقر " ع " انه قال كان أمير المؤمنين دائما يقول والله لو كان حمزة وجعفر حيين ما طمع فيها أبو بكر ولكن ابتليت بجلفين عقيل والعباس: ومثل هذا الحديث ما أخرجه الكليني في الكافي عن ابن مسكان عن سدير قال: كنا عند أبي جعفر " ع " فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيهم صلى الله عليه وآله واستذلالهم أمير المؤمنين " ع " فقال رجل من القوم أصلحك الله فأين كان عز بنى هاشم وما كانوا فيه من العدد؟ فقال أبو جعفر " ع " من كان بقى من بنى هاشم انما كان جعفر وحمزة فمضيا وبقى معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالإسلام عباس وعقيل وكانا من الطلقاء. اما والله لو أن حمزة وجعفر كانا بحضرتهما ما وصلا إلى ما وصلا ولو كانا شاهديه لأتلفا أنفسهما.
قال المؤلف: دل هذان الحديثان على أن حمزة وجعفرا كانا يعتقدان استحقاق على " ع " الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وانه صاحبها دون غيره وأنهما لو كان حيين يوم مات رسول الله صلى الله عليه وآله لم يطمع فيها غيره ولم يصل إليها أحد سواه ولذلك ذكرناهما في طبقات الشيعة.
وروى أن أمير المؤمنين " ع " قال يوم بويع أبو بكر بالخلافة وا حمزتاه ولا حمزة لي اليوم. وا جعفراه ولا جعفر لي اليوم.
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج سألت النقيب أبا جعفر يحيى بن محمد بن أبي زيد فقلت له أتقول لو أن حمزة وجعفرا كانا حيين يوم مات رسول الله أكانا يبايعانه بالخلافة؟ فقال نعم كانا أسرع إلى بيعته من النار في يبس العرفج