تطوف به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل لقد علموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعي بقول الأباطل فأصبح فينا أحمد في أرومة * يقصر عنها سورة المتطاول لعمري لقد كفت وجدا بأحمد * وأحببته حب الحبيب المواصل وجدت بنفسي دونه وحميته * ودافعت عنه بالذرى والكلاكل فلا زال في الدنيا جمالا لأهلها * وشينا لمن عادى وزين المحافل فمن مثله في الناس أي مؤمل * إذا قاسه الحكام عند التفاضل حليم رشيد عادل غير طائش * يوالي إلها ليس عنه بغافل فأيده رب العباد بنصره * وأظهر دينا حقه غير ناصل وهي قصيدة طويلة جدا أخذنا منها غرضنا هنا قال ابن كثير: هي قصيدة بليغة جدا لا يستطيع ان يقولها إلا من نسبت إليه وهي أفحل من المعلقات السبع وأبلغ في تأدية المعنى.
قال أصحابنا (رض) انما لم يظهر أبو طالب " ع " الإسلام ويجاهر به لأنه لو أظهره لم يتهيأ له من نصرة النبي ما تهيأ له وكان كواحد من المسلمين الذين أظهروه ولم يتمكن من نصرته والقيام دونه حينئذ وإنما نمكن من نصرته والمحاماة عنه بالثبات في الظاهر على دين قريش وان أبطن الإسلام وما أحسن قول السيد أبى محمد عبد الله بن حمزة الحسيني الزيدي من قصيدة:
حماه أبونا أبو طالب * وأسلم والناس لم تسلم وقد كان يكتم ايمانه * وأما الولاء فلم يكتم وأما رواية العامة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال إن الله قد وعدني بتخفيف عذابه لما صنع في حقه وأنه في ضحضاح من نار فهو خبر يرونه كلهم عن رجل واحد وهو المغيرة بن شعبة وبغضه لبني هاشم وعلى الخصوص لعلى " ع " مشهور معلوم وقصته وخبره غير خاف فبطل التمسك به.