زياد في قصر الامارة وأذن للناس إذنا عاما وأمر باحضار الرأس فوضع بين يديه فجعل ينظر إليه ويتبسم وبيده قضيب يضرب به ثناياه " ع " وكان إلى جانبه زيد ابن أرقم صاحب رسول الله وهو شيخ كبير فلما رآه يضرب بالقضيب ثناياه قال أرفع قضيبك عن هاتين الشفتين فوالله الذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله (ص) عليهما ما لا أحصيه كثرة يقبلهما ثم انتحب باكيا فقال له ابن زياد أبكى الله عينيك أتبكي لفتح الله لولا إنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك فنهض زيد بن أرقم من بين يديه وصار إلى منزله.
وعن زيد بن أرقم إنه قال مر برأس الحسين " ع " وهو على رمح وانا في غرفة لي فلما حاذاني سمعته يقرأ أم حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا فقف والله شعري وناديت رأسك والله يا بن رسول الله وأمرك أعجب وأعجب.
وتوفى زيد بن أرقم سنة ست أو ثمان وستين والله أعلم.
(البراء بن عازب بن الحرث بن عدي الأنصاري الأوسي) يكنى أبا عامر صحابي ابن صحابي استصغر يوم بدر وشهد أحدا وكان من أصحاب أمير المؤمنين " ع ".
قال أبو عمرو بن عبد البر في كتاب الاستيعاب شهد مع علي " ع " الجمل وصفين والنهروان ثم نزل الكوفة ومات بها أيام مصعب بن الزبير.
وقال العلامة الحلي (ره) البراء بن عازب مشكور بعد إذ اصابته دعوة أمير المؤمنين " ع " في كتمان حديث غدير خم وروى الكشي باسناده عن أبي جعفر وأبى عبد الله " ع " ان أمير المؤمنين قال للبراء بن عازب كيف وجدت هذا الدين قال كنا بمنزلة اليهود قبل ان نتبعك تخف علينا العبادة فلما اتبعناك ووقع حقائق الايمان في قلوبنا وجدنا العبادة قد تناقلت في أجسادنا قال أمير المؤمنين فمن ثم يحشر الناس يوم القيامة في صور الحمير