أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المعروف بالعمرى علامة النسب المشهور وفهامة الأدب المذكور انتهى إليه علم النسب في زمانه وتميز به على أمثاله وأقرانه وصار قوله حجة من بعده ومحجة يسلكها المهتدي لقصده والمتأخرون من النسابين كلهم عيال عليه وما منهم إلا من يروى عنه ويسند إليه سخر الله له هذا العلم تسخيرا ولقى فيه من أجلاء المشايخ خلقا كثيرا وصنف فيه كتاب (المبسوط، والمجدي والشافي، والمشجر) وكان يسكن البصرة ثم أنتقل منها سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة وسكن الموصل وتزوج بامرأة هاشمية من بيت قديم بالموصل له رياسة وفيه ستر يعرف ببيت آل عيسى الهاشمي فولدت له ولديه أبا على محمدا وأبا طالب هاشما وغيرهما ودخل بغداد مرارا آخرها سنة خمس وعشرين وأربعمائة واجتمع بالشريفين الأجلين المرتضى والرضى وحضر مجالسهما، وروى عنهما وكان أبوه أبو الغنائم نسابة أيضا اما ما في فن النسب وكان يكاتب من الأمصار البعيدة في تحرير الأنساب المشكوك فيها فيجيب بما يعول عليه من اثبات أو نفى فلا يتجاوز قوله وبالجملة فقد رزق هو وولده أبو الحسن العمرى المذكور من هذا العلم حظا وافرا ولم يتيسر لأحد من علماء النسب ما تيسر لهما وكان أبو الحسن حيا إلى بعد سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة (ره) (أبو الحسن محمد بن علي) ابن الحسين بن الحسن بن أحمد بن القاسم بن الحسن بن علي بن أبن طالب المعروف بالوصي الهمداني ذكره الثعالي في يتيمة الدهر فقال هو من علية العلوية وأركان الدولة الهاشمية السامانية وكان مستوطنا بخارى ووصى الأمير السديد علي بن طاهر بن الحسين الساماني فاشتهر بالوصي.
وكان الأمير الرضى أبو القاسم نوح بن منصور وجهه رسولا إلى فخر الدولة فقول بالاجلال والترحيب والتأهيل والتقريب وخرج كافي الكفاة الصاحب بن عباد في موكبه لاستقباله وبالغ في اكرامه واجلاله.