وقال ابن شهرآشوب في (معالم العلماء) انه لما مات كثير رفع جنازته الباقر عليه السلام وعرقه يجرى.
وعن يزيد بن عروة قال غلب النساء على جنازة كثير يبكينه ويذكرن عزة في ندبهن قال فقال أبو جعفر محمد بن علي " ع " أفرجوا لي عن جنازة كثير لأرفعها قال فجعلنا ندفع عنها النساء وجعل يضربهن محمد " ع " بكمه ويقول تنحين يا صويحبات يوسف فانتدبت له امرأة منهن فقالت يا بن رسول الله لقد صدقت إنا لصويحبات يوسف وقد كنا خيرا منكم له فقال أبو جعفر " ع " لبعض مواليه احتفظ بها حتى تجيئني بها إذا انصرفنا قال فلما انصرف " ع " أتى بتلك المرأة كأنها شرارة النار فقال لها محمد بن علي " ع " إيه أنت القائلة إنكن خير منا قالت نعم تؤمنني غضبك يا بن رسول الله قال أنت آمنة من غضبي فأبيني قالت نحن يا بن رسول الله دعوناه إلى اللذات من المطعم والمشرب والتمتع والتنعم وأنتم معاشر الرجال ألقيتموه في الجب وبعتموه بأبخس الأثمان وحبستموه في السجن فأينا كان به أحنى وعليه أرأف فقال محمد بن علي " ع " لله درك لن تغالب امرأة إلا غلبت ثم قال لها ألك بعل قالت لي من الرجال من أنا بعله قال فقال أبو جعفر " ع " صدقت مثلك من تملك زوجها ولا يملكها قال فلما انصرفت قال رجل من القوم هذه زينب بنت معيقب الأنصارية.
ولله الحمد أولا وآخرا والصلاة والسلام على خير خلقه المبعوث محمد صلى الله عليه وعلى ابن عمه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وعلى ابني ابنته وسبطيه الحسن والحسين وعلى ذريته المعصومين الطيبين من ذرية الحسين عليهم أفضل الصلاة والسلام