مدرسا سمع منه المخالف والمؤالف وممن سمع منه أبو سعد السمعاني وكانت ولادته سنة ست وستين وأربعمائة ولم تؤرخ وفاته رحمه الله (السيد أبو المحاسن) أحمد بن السيد الإمام فضل الله بن علي الحسيني الراوندي الملقب كمال الدين تقدم ذكر أبيه وأخيه كان عالما فاضلا ولى القضاء فحمدت سيرته وذكره الشيخ أبو الحسن علي بن بابويه في فهرس أسماء علماء الإمامية ووصفه بالعلم والفضل ولأبيه أشعار كثيرة يخاطبه بها فمن ذلك قوله يخاطبه:
أقرة عيني انني لك ناصح * وان سبيل الرشد دونك واضح أقرة عيني لا تغرنك المنى * فما هن الا قانصات جوامح وليس المنى الا سرابا بقيعة * ترقرقه بادي النهار الصحاصح وإياك والدنيا الدنية انها * بوارح سوء ليس فيهن سانح إذا ما استشفتها الحقيقة أفصحت * بان المنايا غاديات روائح وان ليس نفس المرء الا منيحة * ولابد يوما ان ترد المنايح كفى حزنا ان الذنوب كثيرة * وما هن إلا المخزيات الفواضح كفى حزنا انا نسينا عديدنا * وقد عدها مستأمن لا يسامح ويا صدق ما قد قال من قبل شاعر * يعبر عما أضمرته الجوانح كفى حزنا ألا حياة شهية * ولا عمل يرضى به الله صالح وقوله في أول قصيدة كتبها إليه وهو بأصبهان:
البين فرق بين جسمي والكرى * والبين أبكاني نجيعا أحمرا دمعي دم مذ صعدته حرقتي * سلبته حمرته فسال مقطرا كالورد أحمر ثم إن قطرته * خلع الرداء وعاد أبيض أزهرا قالوا تصبر قلت لا تستعجلوا * أو تصبر الأيام ان أتصبرا هذا حديث والنزاع يكاد ان * يقوى فينزع قلبي المتجبرا