حكى يعقوب بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس قال دخلت يوما على الرشيد وهو متغيظ متربد فندمت على دخولي عليه وكنت أفهم غضبه في وجهه فسلمت فلم يرد فقلت داهية دهتكم ثم أومى إلى فجلست فالتفت إلى وقال لله در عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فلقد نطق بالحكمة حيث يقول:
يا أيها الزاجري عن شيمتي سفها * عمدا عصيت فقال الزاجر الناهي أقصر فإنك من قوم أرومتهم * في اللؤم فافخر بهم إن شئت أو باهى يزين الشعر أفواها إذا نطقت * بالشعر يوما وقد يزرى بأفواه قد يرزق المرء لا من فضل حيلته * ويصرف الرزق عن ذي الحيلة الداهي لقد عجبت لقوم لا أصول لهم * أثروا وليسوا وان أثروا بأشباه ما نالني من غي يوما ولا عدم * الا وقولي عليه الحمد لله فقلت ومن الذي بلغت به المقدرة أن يسامي بمثلك أو يدانيه قال لعله من بنى أبيك وأمك ومن شعره أيضا وقد عوتب في كثرة الجود:
لست أخشى قلة العدم * ما اتقيت الله في كرمى كلما أنفقت يخلفه * لي رب واسع النعم (عون بن جعفر بن أبي طالب) ولد في الحبشة بعد أخيه عبد الله وكان يشبه أباه جعفرا خلقا وخلقا وأمه أم أخواته أسماء بنت عميس الخثعمية وخلف على أم كلثوم بنت أمير المؤمنين " ع " بعد عمر ثم بعده أخوه محمد قاله صاحب العمدة وقتل عون بالطف مع الحسين " ع " وقيل قتل هو وأخوه محمد بشوشتر شهيدين كما سيأتي. وولد ابنا أسمه مساور له ذيل لم يطل وانقرض عقبه.