الدرجة السفلى وان الحزن ليعرف عليه فتكلم. فقال: ان المرء كثير بأخيه وابن عمه الا ان جعفرا قد استشهد وقد جعل الله له جناحين يطير بهما في الجنة ثم نزل ودخل بيته وأدخلني وامر بطعام فصنع له وأرسل إلى أخي فتغدينا عنده غداء طيبا عمدت سلمى خدامته إلى شعير فطحنته ثم سقته ثم أنضجته وأدمته بزيت وجعلت عليه فلفلا فتغديت انا وأخي عنده وأقمنا عنده ثلاثة أيام ندور في بيوت نسائه ثم رجعنا إلى بيتنا وأتاني رسول الله صلى الله عليه وآله بعد ذلك وانا أساوم في شاة فقال: اللهم بارك له في صفقته فوالله ما بعت شيئا ولا شربت الا بورك فيه.
وعن سعيد بن المسيب ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال مثل لي جعفر وزيد وعبد الله في حينه من كل واحد منهم على سرير فرأيت زيدا وابن رواحة في أعناقهما صدود ورأيت جعفرا مستقيما ليس فيه صدود فسئلت فقيل لي انهما حين غشيهما الموت أعرضا أو صدا بوجوههما واما جعفر فلم يفعل وروى عنه صلى الله عليه وآله انه قال: زارني البارحة جعفر في ملابس من الملائكة له جناحان يطير بهما حيث شاء من الجنة.
وروى الزمخشري في ربيع الأبرار قال: هبط جبرئيل " ع " على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له يا محمد ان أصحابك الذين بمؤتة قد قتلوا جميعا وصاروا إلى الجنة وان الله قد جعل لجعفر جناحين أبيضين قادمتاهما مضرجتان بالدماء مكللتان باللؤلؤ والجوهر يطير بهما في الجنة مع الملائكة: ولهذا يقال لجعفر رض ذو الجناحين والطيار في الجنة.
قال أمير المؤمنين " ع " من أبيات له إلى معاوية:
وجعفر الذي يضحى ويمسي * يطير مع الملائكة ابن أمي وقال حسان بن ثابت يرثى جعفرا وأصحابه رض:
فلا يبعدون الله قتلى تتابعوا * بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر