عانق خير منك ومنا النبي صلى الله عليه وآله فقال مالك: جعفرا! قال نعم قال ذاك حديث خاص يا أبا محمد ليس بعلم قال سفيان ما يعم جعفرا يعمنا إذا كنا صالحين وما يخصه يخصنا فتأذن لي ان أحدث في مجلسك قال: نعم يا أبا محمد قال:
حدثني عبد الله بن طاوس عن أبيه عن عبد الله بن عباس قال: لما قدم جعفر بن أبي طالب " ع " من ارض الحبشة اعتنقه النبي صلى الله عليه وآله وقبل بين عينيه وقال جعفر أشبه الناس بي خلقا وخلقا، يا جعفر ما أعجب ما رأيت بأرض الحبشة قال: يا رسول الله بينا أنا أمشي في أزقتها إذا سوداء على رأسها مكتل فيه بر فصدمها رجل على دابته فوقع مكتلها وانتثر برها وأقبلت تجمعه من التراب وهي تقول: ويل للظالم من الديان يوم الدين ويل للظالم من المظلوم يوم القيامة ويل للظالم إذا وضع الكرسي للفصل يوم القيامة فقال النبي صلى الله عليه وآله لا يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفها من قويها حقه غير متعتع.
وكانت هجرته (رض) إلى الحبشة في السنة الرابعة من النبوة وكان هو المتكلم عند النجاشي من المسلمين المهاجرين إلى الحبشة لما جمع بينهم وبين عبد الله ابن أبي ربيعة المخزومي وعمرو بن العاص وكانا رسولي قريش إليه، وكان من خبر ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله لما رأى مبالغة قريش في أذى المسلمين بمكة أشار عليهم ان يلحقوا بأرض الحبشة وقال صلى الله عليه وآله: ان بها ملكا لا يظلم الناس ببلاده فجاوروا عنده حتى يأتيكم الله بفرج منه فخرج قوم من المسلمين فيهم جعفر " ع " وكان عدتهم ثلاثة وثلاثون رجلا سوى النساء والأولاد ونزلوا ارض الحبشة وجاوروا بها النجاشي ملكها آمنين على دينهم يعبدون الله تعالى ولا يؤذون فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي منهم رجلين جلدين من قريش وأن يهدوا إلى النجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة ولم يتركوا من بطارقته بطريقا إلا أهدوا له هدية ثم بعثوا بذلك عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي وعمرو بن العاص فقالوا لهما ادفعا إلى كل بطريق هديته قبل أن