عينك ولا تجز شمالك شينك ودعني بآيات من آخر سورة الكهف وقم إذا بدا لك، ومما ينسب إلى العباس (رض) عنه من الشعر ما عزاه إليه الزمخشري في (ربيع الأبرار) قال:
إذا مجلس الإنصاف حف بأهله * وحلت بواديهم غفار وأسلم فما الناس بالناس الذين عهدتهم * ولا الدار بالدار التي كنت تعلم وتوفى العباس في خلافة عثمان قبل مقتله بسنتين بالمدينة يوم الجمعة لأثنى عشرة وقبل لأربع عشرة خلون من رجب وقيل من رمضان سنة اثنين وثلاثين وقيل ثلاث وثلاثين من الهجرة، وهو ابن سبع وثمانين سنة بعد أن كف بصره أدرك منها في الإسلام اثنين وثلاثين سنة وصلى عليه أمير المؤمنين " ع " وعثمان ودفن بالبقيع ودخل قبره ابنه عبد الله وكان له من الذكور تسعة بنين وقيل عشرة ومن الإناث ثلاث بنات والله أعلم.
عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، يكنى أبو العباس، أمه أم الفضل لبانة بنت الحرث ابن حرب الهلالية، ولد في شعب بنى هاشم وهم محصورون فيه قبل الهجرة بثلاث سنين وذكر الطائي ان النبي صلى الله عليه وآله حنكه بريقه حين ولد ودعا له بالحكمة مرتين.
وعن سعيد بن جبير عنه قال بت في بيت خالتي ميمونة فوضعت للنبي صلى الله عليه وآله سلا فقال من وضع هذا قالت عبد الله قال اللهم علمه التأويل وفقه في الدين، وكان طويلا أبيضا مشربا بحمرة جسيما وسيما صبيح الوجه وكان له وفرة وكان يخضب بالحنا وقيل بالسواد.
وروى أنه قال: توفى رسول الله صلى الله عليه وآله وانا ابن عشر سنين وفى رواية ثلاث عشر وفى أخرى خمسة عشر، وكان عمر يعظمه ويعتد به ويقدمه مع حداثة سنه وعلمه بميله إلى أمير المؤمنين " ع "، وكان إذا ذكره يقول: ذاكم فتى الكهول له لسان سئول وقلب عقول وقال له لقد علمت علما ما علمناه.