الفضل بن العباس أمه أم الفضل أيضا كان أكبر أولاد العباس وبه كان يكنى ولم يزل اسمه الفضل في الجاهلية والإسلام وكان يكنى أبا عبد الله وقيل أبا محمد وكان أجمل الناس وجها.
(قال أهل العلم بالتاريخ) غزى الفضل مع رسول الله صلى الله عليه وآله مكة وحنينا وثبت يومئذ وشهد حجة الوداع وأردفه رسول الله صلى الله عليه وآله خلفه فيها لما دفع من مزدلفة إلى منى وكان الفضل رجلا حسن الشعر أبيض وسيما فمرت ظعن بحريم فجعل الفضل ينظر إليهن فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله يده على وجه الفضل فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر فحول رسول الله صلى الله عليه وآله يده من الشق الآخر على وجه الفضل فصرف وجهه من الشق الآخر فقال العباس لويت عنق ابن عمك يا رسول الله فقال رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما.
(وأخرج) ابن بابويه (ره) في الفقيه عن القداح عن الصادق جعفر ابن محمد " ع " قال قال الفضل بن عباس أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بغلة أهداها إليه كسرى أو قيصر فركبها النبي بحبل من شعر وأردفني خلفه ثم قال لي يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده امامك. تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله فقد مضى بما هو كائن فلو جهد الناس ان ينفعوك بأمر لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليك ولو جهدوا ان يضروك بأمر لم يكتبه الله عليك لم يقدروا فان استطعت ان تعمل بالصبر مع اليقين فافعل فان لم تستطع فاصبر فان في الصبر على أمورك خيرا كثيرا واعلم أن النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا.
(وكان) الفضل هو الذي يصب الماء في غسل رسول الله وأمير المؤمنين يغسله.
(وروى) أن أمير المؤمنين " ع " عصب عيني الفضل حين صب الماء عليه وان رسول الله أوصاه بذلك وقال إنه لا يبصر عورتي أحد غيرك إلا عمى