من انبساط تلقائه والاغتباط ببقائه ما اعتقدت معه لله تعالى حمدا دائبا وشكرا واصبا ولم تظل به الأيام حتى بسط القضاء جناحه عليه وقضبه الله تعالى وله الكبرياء إليه رحمه الله.
(السيد الشريف) أبو السعادات هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة بن أحمد بن عبيد الله بن محمد ابن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب " ع " المعروف بابن الشجري البغدادي ذكره الشيخ أبو الحسن على ابن عبيد الله بن بابويه القمي في رجاله وعده من مشايخ الامامية قال كان فاضلا صالحا صنف الأمالي شاهدت غير واحد يقرأها عليه.
وذكره القاضي ابن خلكان في (وفيات الأعيان) وقال: كان إماما في النحو واللغة وأشعار العرب وأيامها وأحوالها كامل الفضائل متضلعا من الأدب أصنف فيها عدة تصانيف فمن ذلك كتاب (الأمالي) وهو أكبر تآليفه وأكثرها إفادة أملاه في أربعة وثمانين مجلسا وهو يشتمل على فوائد جمة وفنون الأدب وختمه بمجلس قصره على أبيات من شعر أبى الطيب تكلم عليها وذكر ما قاله السراج فيها وزاد من عنده ما سنح له وهو من الكتب الممتعة ولما فرغ من إملائه حضر إليه أبو عبد الله بن الخشاب والتمس سماعه منه فلم يجبه إلى ذلك وعاداه ورد عليه في مواضع من الكتاب ونسبه في مواضع منه إلى الخطأ فوقف أبو السعادات على ذلك الرد فرد عليه وبين غلطه وجمعه كتابا سماه (الأمصار) وهو على صغر حجمه مفيد جدا وسمعه عليه الناس وجمع أيضا كتابا سماه (الحماسة) ضاهى بن حماسة أبى تمام الطائي وهو كتاب غريب مليح أحسن فيه وله في النحو عدة تصانيف وكان حلو الكلام فصيحا جيد البيان والتفهيم وقرأ الحديث على جماعة من الشيوخ المتأخرين مثل أبى الحسن المبارك بن عبد الجبار الصيرفي وأبى على محمد بن سعيد