لو انى ذهبت لعيب على محقا ما عسيت ان أقول فيه ومثلي لا يحسن ان يعيب بالباطل وما لا يعرف ومتى ما عبت به رجلا بما لا يعرفه الناس لم يحفل بصاحبه ولا يراه الناس شيئا وكذبوه وما عسيت ان أعيب حسينا ووالله ما أرى للعيب فيه موضعا وقد رأيت أن اكتب إليه أتوعده وأتهدده ثم رأيت أن أفعل ولا أخجله.
وكان قتل عمرو بن الحمق بالموصل سنة إحدى وخمسين وهي السنة التي قتل فيها حجر بن عدي وكان معاوية قد فعل فيها الأفاعيل من قتل الشيعة وإخافتهم وتغريبهم وتعذيبهم.
وقال بعضهم ان القاتل لعمرو بن الحمق هو عبد الرحمن بن عثمان الثقفي وهو ابن عبد الرحمن بن أم الحكم وقيل عبد الرحمن بن أم الحكم هو القاتل له قتله سنة خمسين بأمر معاوية والله أعلم.
(أسامة بن زيد حارثة بن شراحبيل بن عبد العزى بن امرئ القيس) الكلبي كان أبوه زيد يقال له حب رسول ا لله ويكنى أبا أسامة وأمه سعدى بنت تغلبة بن عبد عمرو كان في ابتداء حاله مع أمه وقد خرجت به تزور قومها فأغارت خيل البنى القين في الجاهلية فمروا على أبيات بنى معن فاحتملوه وهو يومئذ غلام فوافوا به سوق عكاظ فعرضوه للبيع فاشتراه حكيم بن حزام بن خويلد لعمته خديجة بنت خويلد بأربعمائة درهم فلما تزوجها النبي وهبته له فاعتقه وكان أبوه جزع عليه جزعا شديدا وبكى عليه حين فقده فقال:
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل * أحي فيرجى أم أتى دونه الأجل فوالله ما أدري وإني لسائل * أغالك بعدي السهل أم غالك الجبل فحج ناس من كعب فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه فقال لهم أبلغوا عنى قومي:
ألكني إلى قومي وإن كنت نائيا * بأني قطين البيت عند المشاعر فكفوا عن الوجه الذي قد شجاكم * ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر