أبى طالب وحمزة بن عبد المطلب فإني لا أرى في القوم كفوا لأبي غيرهم فقال وحشى: أما محمد فقد عرفت انى لا أقدر عليه وان أصحابه لن يسلموه. وأما على " ع " فوالله لو وجدته نائما ما أيقظته من هيبته. وأما حمزة فالتمسه. قال وحشى فكنت يوم أحد التمسه فبينا انا في طلبه إذ طلع على فطلع رجل حذر مرس كثير الالتفات فقلت ما هذا بصاحبي الذي التمس إذ رأيت حمزة يفرى الناس فريا فكمنت له إلى صخرة وهو مكبس له كتيت أي مطرق لصدره صوت من شدة الغيط فاعترض له سباع ابن أم أنمار وكانت أمه ختانة بمكة مولاة لشريف الثقفي فقال له حمزة وأنت أيضا يا ابن مقطعة البظور ممن يكتم علينا فاحتمله حي إذا برقت قدماه رمى به فبرك عليه فشحطه شحط الشاة ثم أقبل إلى مكبسا حين رآني فلما بلغ المسيل وطئ على جرف فزلت قدمه فهززت حربتي حتى رضيت فضربته في خاصرته حتى خرجت من مثانته وكر عليه طائفة من أصحابه فأسمعهم يقولون أبا عمارة فلا يجيب فقلت قد والله مات الرجل فذكرت هند بنت عتبة وما لقيت على أبيها وعمها وأخيها وانكشف عنه أصحابه حين أيقنوا بموته ولا يروني فكررت عليه فشققت بطنه فاستخرجت كبده فجئت بها إلى هند بنت عتبة فقلت لها ماذا لي إن قتلت قاتل أبيك قالت سلني فقلت هذه كبد حمزة فأخذتها فمضغتها ثم لفظتها فلا أدرى لم تسغها أو قذرتها فنزعت ثيابها وحليها فأعطتنيها ثم قالت إذا جئت مكة فلك عشرة دنانير ثم قالت أرني مصرعه فدللتها عليه فقطعت مذاكيره وجدعت أنفه وأذنيه وقطعت أصابعه فجعلت ذلك معضدين في يديها وخذمتين أي خلخالين في رجليها حتى قدمت بذلك مكة وقدمت بكبده أيضا معها.
قال الواقدي: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم أحد ما فعل عمى ما فعل عمى فخرج الحرث بن الصمة يطلبه فأبطأ فخرج على " ع " يطلبه حتى انتهى إلى الحرث ووجد حمزة مقتولا فجاء فأخبر النبي صلى الله عليه وآله فاقبل يمشى حتى وقف