والذي نفسي بيده انه لمكتوب عند الله عز وجل في السماء السابعة حمزة أسد الله وأسد رسوله وكان اسلامه في السنة الثانية وقبل السادسة من المبعث وسبب اسلامه ما روى أن النبي صلى الله عليه وآله كان جالسا عند الصفا فمر به أبو جهل لعنه الله فشتمه وآذاه وقال فيه ما يكره من العيب لدينه ومن التضعيف لأمره فلم يكلمه رسول الله صلى الله عليه وآله ومولاة لعبد الله بن جذعان في مسكن لها تسمع ذلك ثم انصرف أبو جهل عنه فعمد إلى نادى قريش عند الكعبة فجلس معهم فلم يلبث حمزة بن عبد المطلب ان أقبل متوشحا قوسه راجعا من قنصه وكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة وكان إذا فعل ذلك لم يمر على ناد من قريش الا وقف وسلم فلما مر بالمولاة وقد رجع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بيته قالت له يا أبا عمارة لو رأيت ما لقى ابن أخيك محمد صلى الله عليه وآله آنفا من أبى الحكم بن هشام وجده هيهنا جالسا فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكره ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد صلى الله عليه وآله فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله تعالى به من الكرامة وكان أعز فتى في قريش وأشدها شكيمة فخرج يسعى حتى دخل المسجد ونظر إليه جالسا في القوم فاقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه فشجه شجة منكرة وقال أشتمته وانا على دينه أقول ما يقول فرد على ذلك أن استطعت فقامت رجال بنى مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل فقال أبو جهل دعوا أبا عمارة فأبى والله سببت ابن أخيه سبا قبيحا وثم حمزة على اسلامه وعلى مبايعته النبي صلى الله عليه وآله فلما أسلم حمزة عرفت قريش ان رسول الله صلى الله عليه وآله قد عز وامتنع وان حمزة شيعته فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون من النبي صلى الله عليه وآله وقال حمزة بن عبد المطلب حين أسلم:
حمدت الله حين هدى فؤادي * إلى الإسلام والدين الحنيف لدين جاء من رب عزيز * خبير بالعباد بهم لطيف إذا تليت رسائله علينا * تحدر دمع ذي اللب الحصيف رسائل جاء أحمد من هداها * بآيات مبينة الحروف