ذلك الموضع وكان أول من دفن فيه وهو مقبرة بنى أسد إلى الساعة.
(أبو صخر) كثير بن عبد الرحمن بن أبي جمعة الأسود بن عامر بن عويمر بن خالد بن سعيد بن خثيمة بن سعد بن مليح بضم الميم ابن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن أزد ابن قمعة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الخزاعي الحجازي الشاعر المشهور أحد عشاق العرب المشهورين به صاحب عزة بنت جميل الآتي ذكرها له معها حكايات ونوادر وأمور مشهورة وأكثر شعره فيها.
وكان ابن أسحق يقول كثير أشعر أهل الإسلام وكانت له منزلة عند قريش وقدر وكان عبد الملك معجبا بشعره فقال يوما كيف ترى شعري يا أمير المؤمنين فقال أراه يسبق السحر ويغلب الشعر فقال من أشعر الناس يا أبا صخر فقال من يروى أمير المؤمنين شعره فقال له عبد الملك إنك لمنهم.
ويحكى ان الفرزدق لقى كثيرا فقال له أنت يا أبا صخر أنسب العرب حيث نقول:
أريد لأنسى ذكرها فكأنما * تمثل لي ليلى بكل سبيل فقال له كثير وأنت يا أبا فراس أفخر العرب حيث تقول:
ترى الناس ما سرنا يسيرون حولنا * وأن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا وقال الجمحي كان لكثير في النسيب نصيب وافر وكانت له من فنون الشعر ما كانت لجميل وكان راوية جميل وأنما صغر اسمه لقصره وحقارته.
وقال الوقاصي رأيت كثيرا يطوف بالبيت فمن حدثك انه يزيد على ثلاثة أشبار فلا تصدقه وكان إذا دخل على عبد الملك أو أخيه عبد العزيز يقول له طأطئ رأسك لا يصيبه السقف وكان عبد الملك يحب النظر إلى كثير فلما ورد عليه فإذا هو قصير حقير تزدريه العين فقال تسمع بالمعيدي خير من أن تراه فيقول مهلا يا أمير المؤمنين فإنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه ان نطق نطق