رأيت أم ذلك الفتى واقفة عليه فجعلت تبكي وتقبله ثم أنشأت تقول:
يا رب ان مسلما أتاهم * يتلو كتاب الله لا يخشاهم يأمرهم بالامر من مولاهم * فخضبوا من دمه قناهم وأمهم قائمة تراهم * تأمرهم بالبغي لا تنهاهم (حزيمة بن ثابت) ابن الفاكه بن ثعلبة الخطمي الأنصاري ذو الشهادتين يكنى أبا عمارة وإنما قيل له ذو الشهادتين لأن رسول الله صلى الله عليه وآله جعل شهادته كشهادة رجلين.
قال الزمخشري في ربيع الأبرار روى أن رسول الله استقضاه يهودي دينارا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله أولم أقضك فطلب البينة فقال لأصحابه أيكم يشهد لي فقال حزيمة انا يا رسول الله فقال وكيف تشهد بذلك ولم تحضره ولم تعلمه قال يا رسول الله نحن نصدقك على الوحي من السماء فكيف لا نصدقك على إنك قضيته فانفذ شهادته وسماه بذلك لأنه صير شهادته شهادة رجلين.
وروى ابن الجوزي في كتاب الأذكياء قال أخبرنا ابن الحسين قال أخبرنا ابن المذهب قال أخبرنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال أخبرنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثنا عمارة بن خزيمة الأنصاري ان عمه حدثه ان النبي صلى الله عليه وآله ابتاع فرسا من أعرابي فاستتبعه النبي ليقضيه ثمن فرسه فأسرع النبي صلى الله عليه وآله المشي وأبطأ الأعرابي فطفق رجال يتعرضون للأعرابي فيساومون في الفرس الذي ابتاعه النبي حتى زاد بعضهم الأعرابي في السوم على ثمن الفرس الذي ابتاعه النبي صلى الله عليه وآله فنادى الأعرابي النبي صلى الله عليه وآله؟ فقال انى كنت مبتاعا هذا الفرس فابتعه وإلا بعته فقال النبي قد ابتعته منك قال لا فطفق الناس يلوذون بالنبي والأعرابي وهما يتراجعان فطفق الأعرابي يقول هلم شاهدا يشهد انى قد بعتك من جاء من المسلمين قال للأعرابي ويلك ان النبي لم يكن ليقول إلا حقا حتى جاء خزيمة فاستمع لمراجعة النبي ومراجعة الأعرابي