ونصرت وآزرت كبيرا ثم تبعه إلى حفرته فوقف عليه فقال اما والله لأستغفرن لك ولأشفعن فيك شفاعة يتعجب لها الثقلان وإنما لم يصل عليه صلى الله عليه وآله لأن صلاة الجنائز لم تكن شرعت بعد ولا صلى رسول الله صلى الله عليه وآله على خديجة وإنما كان تشييع ورقة ودعاء.
وفى الحديث الصحيح المشهور ان جبرئيل قال لرسول الله صلى الله عليه وآله ليلة مات أبو طالب " ع " اخرج منها فقد مات ناصرك وللمؤلف غفر الله له شعرا في هذا المقام:
أبو طالب عم النبي محمد * به قام أزر الدين واشتد كاهله ويكفيه فخرا في المفاخر انه * مؤازره دون الأنام وكافله لئن جهلت قوم عظيم مقامه * فما ضر ضوء الصبح من هو جاهله ولولاه ما قامت لأحمد دعوة * ولا انجاب ليل الغي انزاح باطله أقر بدين الله سرا لحكمة * فقال عدو الحق ما هو قائله وماذا عليه وهو في الدين هضبة * إذ عصفت من ذي العناد أباطله وكيف يحل الذم ساحة ماجد * أواخره محمودة وأوائله عليه سلام الله ما ذر شارق * وما تليت أخباره وفضائله وكان لأبي طالب (رض) من البنين ستة أربعة ذكور أحدهم طالب وهو أكبر ولده وبه كان يكنى وكانت قريش أكرهته على النهضة إلى بدر لقتال رسول الله صلى الله عليه وآله ففقد ولم يعرف له خبر ويقال انه أقحم فرسه في البحر حتى غرق ويقال ان قريشا ردته إلى مكة ويدل على صحة هذا القول ما أخرجه الكليني رحمه الله في الروضة باسناده عن أبي عبد الله " ع " انه قال لما خرجت قريش إلى بدر وأخرجوا بنى عبد المطلب معهم خرج طالب بن أبي طالب " ع " فنزل وجاورهم وهم يرتجزون ونزل طالب أبى طالب يرتجز:
يا رب أما تغرزن بطالب * في منقب من هذه المناقب