وتوفى الفضل وله من العمر اثنتان وعشرون سنة ولم يترك ولدا غير ابنة تزوجها الحسن بن علي " ع " ثم فارقها فتزوجها أبو موسى الأشعري فولدت له موسى ومات عنها فتزوجها عمر بن طلحة بن عبيد الله وقيل أن الفضل خلف ابنا يقال له عبد الله ولم يثبت والله أعلم.
(عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب) وأمه أم الفضل أيضا كان أصغر من أخيه عبد الله نسبة قيل أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسمع منه وحفظ عنه كان أحد الأجواد وكان يقال من أراد الفقه والجمال والسخاء فليأت دار العباس الفقه لعبد الله والجمال للفضل والسخاء لعبيد الله واستعمل أمير المؤمنين " ع " عبيد الله على اليمن وأمره على الموسم وبعث معاوية ذلك العام يزيد بن شجرة الزهاوي ليقيم الحج فاجتمع فسأل كل منهما صاحبه أن يسلم له فأبى واصطلى على أن يصلى بالناس شيبة بن عثمان (وروى) أن معاوية بعث إلى اليمن بسر بن أرطاة في جيش كشيف وأمره أن يقتل كل من كان في طاعة على " ع " فلما قدم اليمن وعليها عبيد الله بن عباس من قبل على تنحى عبيد الله واستولى بسر عليها وقتل خلقا كثيرا وكان الذي قتل بسر في وجهه ذلك ثلاثين ألفا وحرق قوما بالنار فلما بلغ ذلك عليا " ع " بعث جارية بن قدامة السعدي في الفين فصمد نحو بسر فهرب بسر من بين يديه يفر من جهة إلى أخرى حتى أخرجه من اعمال على " ع " كلها ورجع إلى معاوية وعاد عبيد الله بن عباس إلى عمله فلم يزل عاملا على اليمن حتى قتل على " ع " وقيل بل قدم على أمير المؤمنين هو وسعيد بن نمران وعاتبهما علي على عدم محاربتهما بسرا فقال سعيد قد والله قاتلت ولكن ابن عباس خذلني وأبى أن يقاتل وقال لا والله ما لنا بهم طاقة فقاتلت بمن معي قتالا ضعيفا وتفرق الناس عنى وانصرفت وهذا هو الصحيح.
(وكان) ممن قتله بسر في وجهه هذا سلمان وداود ابني عبيد الله بن العباس