وذكر الواقدي أن أول قتيل من الروم يومئذ بطريق معلم برز ودعا إلى الميدان فبرز إليه عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب فاختلفا ضربات ثم قتله عبد الله ولم يتعرض لسلبه ثم برز آخر يدعو إلى البراز فبرز إليه فاقتتلا بالرمحين ساعة ثم صارا إلى السيفين فضربه عبد الله على عاتقه وهو يقول خذها وانا ابن عبد المطلب فأثبته وقطع سيفه الدرع فأسرع في منكبه ثم ولى الرومي منهزما فعزم عليه عمرو بن العاص أن لا يتبارز فقال عبد الله إني والله ما أجد أنى أصبر فلما اختلفت السيوف واخذ بعضها بعضا وجد في ربضة من الروم عشرة حوله قتلى وهو مقتول بينهم وكانت سنه نحوا من ثلاثين سنة.
وقيل إن سنه لما توفى النبي صلى الله عليه وآله كانت ثلاثين سنة ولم يعقب والله أعلم.
(عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رحمه الله) يكنى أبا جعفر أمه أسماء بنت عميس الخثعمية وهو أول مولود ولد للمسلمين المهاجرين بالحبشة وقدم مع أبيه على النبي بخيبر سنة سبع وقد تقدم ذلك في ترجمة جعفر رحمه الله.
(وروى) عن الأمام أبى عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال بايع رسول الله صلى الله عليه وآله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر وهم صغار ولم يبايع صغيرا قط إلا هم.
(وروى) عن عبد الله بن جعفر أنه قال انا أذكر حين وافى الخبر رسول الله بموت أبى فدخل علينا البيت ونعاه إلينا ومسح يده على رأسي ورأس أخي وقبل ما بين عيني وقد فاضت عيناه بالدمع حتى قطرت لحيته وهو يقول اللهم إن جعفرا قدم إلى أحسن الثواب فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته ثم عاد إلينا بعد ثلاثة أيام فأحسن عزاءنا جميعا وغير ثيابنا ودعا لنا وقال لأمي أسماء لا تحزني فإني وليهم في الدنيا والآخرة وقد تقدم نحو ذلك في ترجمة جعفر (رض) بأبسط من هذا.