فيه وتصير إلى ربك بما جنيت وما ربك بظلام للعبيد.
وروى عن أبي بن كعب أنه قال مررت عشية يوم السقيفة بحلقة الأنصار فسألوني من أين مجيئك قلت من عند أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا كيف تركتهم وما حالهم قلت وكيف تكون حال قوم كان بينهم إلى اليوم موطئ جبرئيل ومنزل رسول رب العالمين وقد زال اليوم ذلك وذهب حكمهم عنهم ثم بكى أبى وبكى الحاضرون.
وأخرج النسائي عن قيس بن عبادة قال بينا انا في المسجد في الصف المقدم فجذبني رجل جذبة فنحاني وقام مقامي فوالله ما عقلت صلاتي فلما أنصرف إذا هو أبي بن كعب فقال يا فتى لا يسوؤك الله ان هذا عهد من النبي صلى الله عليه وآله إلينا أن نليه ثم استقبل القبلة فقال هلك أهل العقد ورب الكعبة ثم قال والله ما آسى عليهم ولكن آسى على من أضلوا قلت يا أبا يعقوب من تعنى بأهل العقد قال الامراء قال ابن حجر في التقريب أختلف في سنة موته اختلافا كثيرا قيل سنة تسع عشر وقيل سنة اثنين وثلاثين وقيل غير ذلك قال بعض المؤرخين الأصح أنه مات في زمن عمر فقال عمر اليوم مات سيد المسلمين والله أعلم.
(سعد بن عبادة بن دلهم) ابن حارثة بن أبي حزينة بن تغلبه بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري كان سيد الخزرج وكبيرهم يكنى أبا ثابت وأبا قيس من أعاظم الصحابة وهو أحد النقباء شهد العقبة مع السبعين والمشاهد كلهما ما خلا بدرا فإنه تهيأ للخروج فلدغ فأقام وكان جوادا وكان له جفنة تدور مع رسول الله في بيوت أزواجه، عن يحيى بن كثير قال كان لرسول الله من سعد بن عبادة جفنة ثريد في كل يوم تدور معه أينما دار من نسائه وكان يكتب في الجاهلية بالعربية ويحسن القول والرمي والعرب تسمى من اجتمعت فيه هذه الأشياء الكامل ولم يزل سعد سيدا في الجاهلية والإسلام وأبوه وجده وجد جده لم يزل فيهم الشرف