في الأجل وزيادة في العدد واتركوا البغي والعقوق ففيهما هلكت القرون قبلكم خيبوا الداعي واعطوا السائل فان فيها شرف الحياة والمهمات عليكم بصدق الحديث وأداء الأمانة فان فيها محبة في الخاص ومكرمة في العام وإني أوصيكم بمحمد صلى الله عليه وآله خيرا فإنه الأمين في قريش والصديق في العرب كأني انظر إلى صعاليك العرب وأهل الوبر والأطراف والمستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته وصدقوا كلمته وعظموا أمره فخاض بهم غمرات الموت فصارت رؤساء قريش وصناديدها أذنابا ودورها خرابا وضعافها أربابا وأعظمهم عليه أحوجهم إليه وأبعدهم منه أقربهم عنده قد محضته العرب ودادها وأصغت له فؤادها وأعطته قيادها دونكم يا معشر قريش أين أبيكم كونوا له ولاة ولحزبه حماة والله لا يسلك أحد منكم سبيله الا سعد ولا يأخذ بهديه الأرشد ولو كان لنفسي مدة ولأجلي تأخير لكففت عنه الهزاهز ولدفعت عنه الدواهي وأنشد يخاطب ابنيه عليا وجعفرا " ع " وإخوته حمزة والعباس:
أوصى بنصر النبي الخير مشهده * عليا ابني وشيخ القوم عباسا وحمزة الأسد الحامي حنيفته * وجعفرا ان يذودوا دونه الناسا كونوا فدى لكم أمي وما ولدت * في نصر احمد دون الناس أتراسا ثم مات (رض) قال الواقدي توفى أبو طالب " ع " في النصف من شوال في السنة العاشرة من النبوة وهو ابن بضع وثمانين سنة وفى (المواهب اللدنية) ابن سبع وثمانين سنة وفى سيرة العمرى مات بعد ما خرج من الحصار بالشعب بثمانية أشهر واحد وعشرين يوما وقال ابن الجوزي مات قبل الهجرة بثلاث سنين.
روى أنه لما مات (رض) جاء أمير المؤمنين على " ع " إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فآذنه بموته فتوجع عظيما وحزن شديدا ثم قال له امض فتول غسله فإذا رفعته على سريره فأعلمني ففعل فاعترضه رسول الله صلى الله عليه وآله وهو محمول على رؤوس الرجال فقال له وصلتك رحم يا عم وجزيت خيرا لقد ربيت وكفلت صغيرا