يخرجوا بعائشة ويذكرون ان عثمان قتل مظلوما وانهم يطلبون بدمه والله كافيكهم بحوله وقوته ولولا ما نهانا الله عنه من الخروج وأمرنا به من لزوم البيوت لم ادع الخروج إليك والنصرة لك ولكني باعثة نحوك ابني عدل نفسي عمر بن أبي سلمة فاستوص به يا أمير المؤمنين خيرا قال فلما قدم عمر على أمير المؤمنين " ع " أكرمه ولم يزل مقيما معه حتى شهد مشاهد، كلها ووجهه على أميرا إلى البحرين وقال لابن عم له بلغني ان عمر يقول الشعر فابعث إلى من شعره فبعث إليه بأبيات له أولها.
جزتك أمير المؤمنين قرابة * رفعت بها ذكرى جزاء موقرا ولم يزل عمر المذكور عاملا لأمير المؤمنين " ع " على البحرين حتى عزله واستعمل النعمان بن عجلان الرزقي على البحرين مكانه ولما أراد عزله كتب إليه " ع " أما بعد فإني وليت النعمان بن عجلان الرزقي على البحرين نزعت يدك بلا ذم لك ولا تتريب عليك فقد أحسنت الولاية وأديت الأمانة فاقبل غير ظنين ولا ملوم ولا متهم ولا مأثوم فقد أردت المسير إلى ظلمة أهل الشام وأحببت ان تشهد معي فإنك ممن استظهر به على جهاد العدو وإقامة عمود الدين إن شاء الله تعالى. وذكر هذا الكتاب السيد الرضى (ره) في نهج البلاغة قال ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب توفى عمر بن أبي سلمة بالمدينة في خلافة عبد الملك سنة ثلاثة وثمانين وقال صاحب منهج المقال قتل مع أمير المؤمنين " ع " بصفين وهو غلط وما ذكره أبن عبد البر هو الصحيح والله أعلم.
(سلمان الفارسي عليه الرحمة) أصله من فارس من رامهرمز وقيل بل من أصبهان من قرية يقال لها جي بفتح الجيم وتشديد الياء المثناة من تحت وكان أسمه عند أبيه روزبه وقيل ما هو وقيل ما به بن بهبود ابن بدخشان من ولد منوجهر الملك وقيل بهودان بن بودخشان بن موسلا بن فيروز بن مهرك من ولد الملك وهو معدود من موالى