تيأس وأعمل ولا تفرط وارجع وخف واحذر ثم بكى وشهق ثلاث شهقات فظننا انه مات ثم قال فداكم أبى وأمي لو رآكم محمد صلى الله عليه وآله لقرت عينه حين تسألون عن هذه الصفة ثم قال النجا النجا الوحا الوحا الرحيل الرحيل العمل العمل وإياكم والتفريط وإياكم والتفريط ثم قال ويحكم اجعلوني في حل مما فرطت فقلت له أنت في حل مما فرطت جزاك الله الجنة كما أديت وفعلت الذي عليك يجب ثم ودعى وقال لي اتق الله واد إلى أمة محمد ما أديت إليك فقلت افعل انشاء الله تعالى قال استودع الله دينك وأمانتك وزودك التقوى وأعانك على طاعته بمشيئته.
وذكر الزمخشري في ربيع الأبرار قال خطب بلال لأخيه خالد بن رياح امرأة قرشية فقال لأهلها نحن من قد عرفتم كنا عبدين فأعتقنا الله وكنا ضالين فهدانا الله وكنا فقيرين فأغنانا الله وانا أخطب لكم على أخي فلانة فان تنكحونا فالحمد لله وان تردونا فالله أكبر فاقبل بعضهم على بعض وقالوا بلال من قد عرفتم سابقته ومشاهده ومكانه من رسول الله صلى الله عليه وآله فزوجوا أخاه فلما انصرفا قال له أخوه يغفر الله لك أما كنت تذكر سوابقنا ومشاهدنا مع رسول الله فقال يا أخي صدقت فأنكحك الصدق ومات بلال (ره) سنة سبع عشرة أو عشرين أو إحدى وعشرين وله أربع وستون سنة وأختلف في موضع موته فقيل بدمشق ودفن بباب الصغير وقيل بحلب ودفن على باب الأربعين، قال القسطلاني في المواهب اللدنية ولا عقب له، والله أعلم.
(أبو الحمراء مولى النبي صلى الله عليه وآله) وخادمه اسمه هلال بن الحرث وقيل ابن ظفر وأصله فارسي وعده بعضهم في الأحرار من خدامه.
قال أبو عمرو بن عبد البر في الاستيعاب حديثه عن النبي انه كان يمر ببيت فاطمة وعلى " ع " فيقول السلام عليكم أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.