(السيد أبو المحاسن) إسماعيل بن حيدر العلوي العباسي ذكره الشيخ أبو الحسن علي بن عبيد الله ابن بابويه في (رجاله) فقال جليل ثقة صالح محدث، وروى عنه الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد النيشابوري شيخ الأصحاب بالري وذكر الباخرزي في دمية القصر فقال كان خبر هذا الفتى يترائى لي واسمع انه قد نبغ وان قميص فضله قد سبغ وهو في ريعان صباه سبق القاضي حيدر أباه وكنت اقترح على الأيام ان تكحلني بطلعته فأقف على صفته كما وقفت على صنعته فاتفق حصولي في الري في ديوان الرسائل بها وقد أظن أنه إذا سمع بي قصدني اما مفيدا أو مستفيدا فلما تراخى عنى وتنفست على استبطائي أباه مدة مديدة قلت في نفسي لعل له عذرا وتعرفت خبره فزعموا أنه صاحب فراش منذ أسبوع يكاد ينفجر عليه من عين الفضل ينبوع فكتبت إليه أعوده:
عجل الله برأ إسماعيلا * وجلاه الشفاء عضبا صقيلا لا يرو عنه الذبول فقدما * قد حمدنا من القناة الذبولا ونسيم الرياض لا يكتسي الصحة * الا بأن يهب عليلا فحمل إليه أبوه القاضي حيدر هذه الأبيات وهو لما به مستعد لما به فكتب إلى ببنان مرتعش وقلم لا يكاد ينتعش ببيتين تمثل بهما وهما:
رمتني وستر الله بيني وبينها * ونحن بأكناف الحجاز رميم فلو انها لما رمتني رميتها * ولكن عهدي بالنضال قديم وانطفأ بعد ذلك بساعة وفى منه حسرة أتجرعها ولا أكاد أسيغها وفى العين عبرة أجلبها من الشؤون ثم أسلبها وكانت وفاته سنة أربع وثلاثين وأربعمائة ومن شعره قوله:
العرب والعجم عالمان بنا * انا على الحادثات فتيان من معشر ما اطل هامهم * في المجد الا ظبى وتيجان