فإنها أحسن فتاة في قريش فقال صلى الله عليه وآله انها ابنة أخي من الرضاعة وان الله عز وجل قد حرم من الرضاعة ما حرم من النسب.
جعفر ابن أبي طالب يكنى أبا عبد الله هو شقيق أمير المؤمنين " ع " لأمه وأبيه أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية ومعه زوجته أسماء بنت عميس فولدت ثمة بنيه عبد الله ومحمدا وعونا فلم يزل هنالك حتى قدم على النبي صلى الله عليه وآله وهو بخيبر سنة سبع فحصلت له الهجرتان.
أخرج الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه رض في أماليه عن محمد ابن عمر الجرجاني قال: قال الصادق جعفر بن محمد أول جماعة كانت ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يصلى وأمير المؤمنين على " ع " معه إذ مر أبو طالب وجعفر معه فقال يا بنى صل جناح ابن عمك فلما أحس رسول الله صلى الله عليه وآله تقدمهما وانصرف أبو طالب مسرورا وهو يقول:
ان عليا وجعفرا ثقتي * عند ملم الزمان والكرب والله لا أخذل النبي ولا * يخذله من بنى ذو حسب لا تخذلا وانصرا ابن عمكما * أخي لأمي من بينهم وأبى فكانت أول جماعة جمعت ذلك اليوم وكان (رض) يحب المساكين ويجلس إليهم ويحدثونه وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يسميه أبا المساكين، روى أنه كان يقول لأبيه أبى طالب " ع " يا أبة انى لأستحي ان أطعم طعاما وجيراني لا يقدرون على مثله وكان يقول له أبوه انى لأرجو ان يكون فيك خلف من عبد المطلب وله (رض) فضل كثير وقد روى في شأنه أحاديث كثيرة. فمن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما فتح خيبر قدم جعفر بن أبي طالب " ع " من الحبشة فالتزمه رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل يقبل بين عينيه ويقول ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا بقدوم جعفر أم بفتح خيبر، وعن جابر لما قدم جعفر من أرض الحبشة تلقاه رسول الله صلى الله عليه وآله فلما نظر جعفر إلى رسول