الأخيار وأمراء أمير المؤمنين " ع " وقد أوقعوا باهل الشام ما بقى ذكره على مر الأحقاب حتى احتالوا لقتلهم. وفيهم يقول الأشتر ذاكرا لهم متأسفا عليهم:
أبعد عمار وبعد هاشم * وابن بديل فارس الملاحم أرجو البقاء ضل حلم الحالم (حجر بن عدي) ابن معاوية بن جبلة بن الأدبر الكندي يكنى أبا عبد الرحمن، قال أبو عمرو بن عبد البر في كتاب الاستيعاب كان حجر من فضلاء الصحابة وصغر سنه عن كبارهم وقال غيره كان من الأبدال وكان صاحب راية النبي صلى الله عليه وآله وهو يعد من الرؤساء والزهاد ومحبته وإخلاصه لأمير المؤمنين أشهر من أن تذكر وكان على كندة يوم صفين وعلى الميسرة يوم النهروان ومن كلامه لأمير المؤمنين لما أمر بالمسير إلى الشام يا أمير المؤمنين نحن بنوا الحرب وأهلها الذين نلقحها وننتجها، قد ضارستنا وضارسناها ولنا أعوان وعشيرة ذات عدد ورأى محرب وبأس محمود وأزمتنا منقادة لك بالسمع والطاعة فإن شرفت شرقنا وإن غربت غربنا وما أمرتنا من أمر فعلنا فقال له على " ع " اكل قومك يؤدى مثل رأيك قال ما رأيت منهم إلا حسنا وهذى يدي عنهم بالسمع والطاعة وحسن الإجابة فقال له على " ع " خيرا.
ومن كلام له أيضا حين أستنفر أهل الكوفة للقتال بعد وقعة أهل النهروان فلم يجيبوا بما يرضاه وأكثروا اللغط في حضرته " ع " فساءه ذلك منهم فقام حجر فقال لا يسؤك الله يا أمير المؤمنين مرنا بأمرك نتبعه فوالله ما نعظم جزعا على أموالنا ان نفدت ولا على عشائرنا ان قتلت في طاعتك ومن شعره قوله في علي عليه السلام يوم الجمل:
يا ربنا سلم لنا عليا * سلم لنا المبارك الرضيا المؤمن الموحد التقيا * لا خطل الرأي ولا غويا