أصحابك منا أمير ومنكم أمير لا كلمتك والله من رأسي بعد هذا كلمة ابدا.
نعم قال محمد بن جرير ان الأنصار لما فاتها ما طلبت من الخلافة قالت - أو قال بعضها - لا نبايع إلا عليا " ع " وذكر نحو هذا علي بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير الموصلي في تاريخه ومات سعد بن عبادة بحوران وهي كورة بدمشق سنة أربع عشرة وقيل خمس عشرة. قيل قتله الجن لأنه بال قائما في الصحراء ليلا ورووا بيتين من شعر قيل إنهما سمعا ليلة قتله ولم ير قائلها وهما قد قتلنا سيد الخزرج * سعد بن عبادة فرميناه بسهمين * فلم نخط فؤاده ويقول قوم ان أمير الشام يومئذ أكمن له من رماه ليلا وهو خارج إلى الصحراء بسهمين فقتله لخروجه عن طاعة الامام وقد قال بعض المتأخرين في ذلك:
يقولون سعد شكت الجن قلبه * الا ربما صححت ذنبك بالعذر وما ذنب سعد انه بال قائما * ولكن سعدا لم يبايع أبا بكر وقد صبرت عن لذة العيش أنفس * وما صبرت عن لذة النهى والامر (قيس بن سعد بن عبادة) يكنى أبا عبد الملك وقيل أبا الفضل وقيل أبا عبد الله وأبا القاسم وهو من كبار الصحابة أيضا كان من النبي صلى الله عليه وآله بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير شهد مع النبي صلى الله عليه وآله المشاهد كلها وكان حامل راية الأنصار مع رسول الله أخذ النبي الراية من أبيه ودفعها إليه فكان حامل رايته صلى الله عليه وآله وكان شيخا كريما شجاعا أصلع طويلا جدا أمد الناس قامة يركب الفرس المشرف ورجلاه تخطان الأرض وما في وجهه طاقة شعر وكان يسمى خصى الأنصار وكانت الأنصار تقول وددنا لو إنا نشتري لقيس بأموالنا لحية وكان مع ذلك جميلا. وذكر يونس بن عبد الرحمن في بعض كتبه انه كان لسعد بن عبادة ستة أولاد وكلهم قد نصر رسول الله وفيهم قيس بن سعد بن عبادة وكان قيس أحد العشرة الذين لحقهم النبي صلى الله عليه وآله من العصر