صلى عليه وقال استغفروا له فقد دخل الجنة وهو يسعى ثم قال صلى الله عليه وآله اخذ الراية جعفر بن أبي طالب " ع " فجائه الشيطان فمناه الحياة وكره إليه الموت ومناه الدنيا فقال الآن حين استحكم الأيمان في قلوب المؤمنين تمنيني الدنيا ثم مضى قدما حتى استشهد فصلى عليه صلى الله عليه وآله ثم قال استغفروا له فإنه شهيد قد دخل الجنة فهو يطير بها بجناحين من ياقوت حيث شاء من الجنة ثم قال صلى الله عليه وآله اخذ الراية عبد الله بن رواحة ثم دخل الجنة معترضا فشق ذلك على الأنصار فقال رسول الله صلى الله عليه وآله اصابته الجراح قيل يا رسول الله فما اعتراضه قال:
لما اصابته الجراح نكل فعاتب نفسه فشجع فاستشهد فدخل الجنة فسرى عن قومه.
وعن أسماء بنت عميس امرأة جعفر قالت: أصبحت في اليوم الذي اصبب فيه جعفر " ع " وأصحابه فأتاني رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل على وكنت قد اخذت بنى فغسلت وجوههم ودهنتهم قال يا أسماء أين بنو جعفر فجئت بهم إليه فضمهم وشمهم ثم ذرفت عيناه فبكى فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وآله لعله بلعك عن جعفر شئ قال نعم انه قتل اليوم، فقمت أصيح واجتمع إلى النساء فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يا أسماء لا تقولي هجرا ولا تضربي صدرا ثم خرج عنى حتى دخل على فاطمة " ع " وهي تقول وا ابن عماه فقال على مثل جعفر فلتبك الباكية ثم قال: اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم.
وعن يحيى بن أبي يعلى قال: سمعت عبد الله بن جعفر يقول: انا احفظ حين دخل النبي صلى الله عليه وآله على أمي فنعى إليها أبى ناظر إليه يمسح على رأسي ورأس أخي وعيناه تهرقان بالدمع حتى قطرت لحيته ثم قال صلى الله عليه وآله اللهم ان جعفرا قدم أحسن الثواب فاخلفه بذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته، ثم قال صلى الله عليه وآله يا أسماء أأبشرك قالت بلى بابى وأمي قال صلى الله عليه وآله فان الله تعالى جعل لجعفر جناحين يطير بهما في الجنة، قالت بابى وأمي فاعلم الناس بذلك فقام رسول الله وأخذ بيدي يمسح رأسي حتى رقى المنير وأجلسني امامه على