بطنا وأحمشهم ساقا أنا يا رسول الله أكون وزيرك عليه فأعاد القول فأمسكوا عنه واعدت ما قلت فاخذ برقبتي ثم قال لهم هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب " ع " قد أمرك ان تسمع لابنك وتطيع فان قلت من أين ثبت عندكم ان أبا طالب " ع " أذعن بذلك وقبل تأمير ابنه عليه قلت ثبت ذلك عندنا لما رويناه عن أبي الحسن الرضا عليه السلام انه قال كان نقش خاتم أبى طالب " ع " رضيت بالله ربا وبابن أخي محمد نبيا وبابني على له وصيا:
إذا قالت حذام فصدقوها * فان القول ما قالت حذام ولله در ابن أبي الحديد المعتزلي حيث يقول:
ولولا أبو طالب وابنه * لما مثل الدين شخصا فقاما فذاك بمكة آوى وحاما * وهذا بيثرب خاضا الحماما تكفل عبد مناف بأمر * وأودى فكان على تماما فقل في بشير مضى بعد ما * قضى ما قضاه وأبقى شماما فالله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما وما ضر مجد أبى طالب * جهول لغى أو بصير تعامى كما لا يضر أياب الصباح * من ظن ضوء النهار الظلاما قلت كان ابن أبي الحديد من المتوقفين في إسلام أبى طالب وصرح بذلك في شرحه لنهج البلاغة فقضى على نفسه بالجهل والتعامي في هذه الأبيات، وقال الكلبي لما حضرت أبا طالب الوفاة جمع إليه وجوه قريش وأوصاهم فقال يا معشر قريش أنتم صفوة الله من خلقه وقلب العرب واعلموا انكم لم تتركوا للعرب في المآثر نصيبا الا أحرزتموه ولا شرفا الا أدركتموه فلكم به على الناس الفضيلة وله به إليكم الوسيلة والناس لكم حرب وعلى حربكم ألب وإني أوصيكم بتعظيم هذه البنية فان فيها مرضاة للرب وقواما للجأش وثباتا للوطأة صلوا أرحامكم ولا تقطعوها فان صلة الرحم منسأة