وفيه - مضافا إلى أنه كما أشرنا في رد دليل المحقق الشريف أنه لو تم يدل على عدم أخذ الذات في المشتق لا إثبات البساطة، وإلى أن هذا في الحقيقة رجوع إلى التبادر وتمسكا به، لا بدليل عقلي - أن التكرار والتناقض إنما يلزمان القول بأخذ الذات أو مصداقها تفصيلا في المشتق؛ بحيث يكون هناك إخبارين وقضيتين.
وأما على المختار من أنه إخبار واحد؛ وهو الإخبار عن فاعلية الفاعل - مثلا - لا عن شيئيته وفاعليته.
ولا يخفى: أنه لو رجع الأمر إلى التبادر فلا أظن أن من يسمع لفظ " التاجر " أو " الضارب " ينقدح في ذهنه الحدث اللا بشرط - وإن كنت في شك من ذلك فاختبر من نفسك - بل المنقدح في نفسه هو الأمر الواحد القابل للانحلال، كما أشرنا، فتدبر.
إيقاظ ثم إن المحقق الخراساني (قدس سره) بعدما ذهب إلى بساطة المشتق قال تحت عنوان " إرشاد ": لا يخفى أن معنى البساطة بحسب المفهوم وحدته إدراكا وتصورا، بحيث لا يتصور عند تصوره إلا شئ واحد لا شيئان، وإن انحل بتعمل من العقل إلى شيئين، كانحلال مفهوم الشجر أو الحجر إلى شئ له الحجرية أو الشعرية، مع وضوح بساطة مفهومهما (1).
ولك أن تستظهر من كلامه هذا ما ذهبنا إليه في المشتق من أنه موضوع لمعنى واحد قابل للانحلال إلى شيئين. ولكن تشبهه (قدس سره) مفهوم المشتق بمفهوم الشجر أو الحجر ربما يوهن الاستظهار؛ لأن انحلال الشجر أو الحجر إنما هو بلحاظ ذاتهما لا للفظهما، بخلاف المشتق؛ فإن الانحلال فيه في مقام الدلالة، فتدبر.