واختلاط بعضها ببعض مدى الأعوام والقرون، بل لحوق غير الأعراب بهم واختلاطهم وامتزاجهم معهم أورثت وقوع ألفاظ متعددة لمعنى واحد، أو لفظة واحدة لمعاني متعددة.
ويحتمل وجه آخر لحدوث الاشتراك: وهو أن لفظة واحدة قد وضعت لمعنى واحد، ولكنه استعملت - مجازا - في غير ما وضعت له؛ لعلاقة بينهما أو مناسبة طبيعي حاكمة بينهما، واستعملت فيها كثيرا إلى أن وصلت حد الحقيقة؛ فحصل الاشتراك.
ويمكن تقريب هذا الوجه بنحو لحصول الترادف أيضا، كما لا يخفى.
والحاصل: أن وقوع الاشتراك والترادف إما لاختلاط الطوائف وامتزاج بعضها ببعض، أو لكون الاستعمال في ابتداء الأمر مجازيا إلى أن صار حقيقيا، أو لكلا الأمرين (1).