رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعا إلى المغرب إذ مر بالبقيع فقال " أف لك أف لك " فلزق في درعي وتأخرت وظننت أنه يريدني فقال " مالك؟ " قلت أحدثت حدثا يا رسول الله! قال " وما ذاك "؟ قال: إنك قلت لي قال: لا ولكن هذا قبر فلان بعثته ساعيا على آل فلان فغل نمرة فدرع الآن مثلها من نار " " حديث آخر " قال عبد الله بن الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن سالم الكوفي المفلوج - وكان ثقة - حدثنا عبيد بن الأسود عن القاسم بن الوليد عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجية عن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ الوبرة من ظهر البعير من المغنم ثم يقول " مالي فيه إلا مثل ما لأحدكم إياكم والغلول فإن الغلول خزي على صاحبه يوم القيامة أدوا الخيط والمخيط وما فوق ذلك وجاهدوا في سبيل الله القريب والبعيد في الحضر والسفر فإن الجهاد باب من أبواب الجنة إنه لينجي الله به من الهم والغم وأقيموا حدود الله في القريب والبعيد ولا تأخذكم في الله لومة لائم " وقد روى ابن ماجة بعضه عن المفلوج به. " حديث آخر " عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ردوا الخياط والمخيط فإن الغلول عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة " " حديث آخر " قال أبو داود: حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن مطرف عن أبي الجهم عن أبي مسعود الأنصاري قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعيا ثم قال انطلق أبا مسعود لا ألفينك يوم القيامة تجئ على ظهرك بعير من إبل الصدقة له رغاء قد غللته " قال: إذا لا أنطلق قال " إذا لا أكرهك " تفرد به أبو داود.
" حديث آخر " قال أبو بكر بن مردويه: أنبأنا محمد بن أحمد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة أنبأنا عبد الحميد بن صالح أنبأنا أحمد بن أبان عن علقمة عن مرثد عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الحجر يرمى به في جهنم فيهوي سبعين خريفا ما يبلغ قعرها ويؤتى بالغلول فيقذف معه ثم يقال لمن غل به: ائت به فذلك قوله " ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة " " حديث آخر " قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عكرمة بن عمار حدثني سماك الحنفي أبو زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: فلان شهيد وفلان شهيد حتى أتوا على رجل فقالوا فلان شهيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كلا إني رأيته في النار في بردة غلها - أو عباءة " ثم قال رسول الله صلى الله عيه وسلم " اذهب فناد في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون " قال: فخرجت فناديت إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون وكذا رواه مسلم والترمذي من حديث عكرمة بن عمار به وقال الترمذي: حسن صحيح " حديث آخر عن عمر رضي الله عنه " قال ابن جرير. حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثني عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن موسى بن جبير حدثه أن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحباب الأنصاري حدثه أن عبد الله بن أنيس حدثه أنه تذاكر هو وعمر بن الخطاب يوما الصدقة فقال: ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر غلول الصدقة " من غل منها بعيرا أو شاة فإنه يحمله يوم القيامة "؟ قال عبد الله بن أنيس: بلى ورواه ابن ماجة عن عمرو بن سوار عن عبد الله بن وهب به " حديث آخر " قال ابن جرير: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي حدثنا أبي حدثنا يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سعد بن عبادة مصدقا فقال " يا سعد إياك أن تجئ يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء " قال:
لا آخده ولا أجئ به فأعفاه. ثم رواه من طريق عبيد الله عن نافع به نحوه " حديث آخر " قال أحمد: حدثنا أبو سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد حدثنا صالح بن محمد بن زائدة عن سالم بن عبد الله أنه كان مع مسلمة بن عبد الملك في أرض الروم فوجد في متاع رجل غلولا قال: فسأل سالم بن عبد الله فقال حدثني أبي عبد الله عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من وجدتم في متاعه غلولا فأحرقوه - قال. وأحسبه قال واضربه " قال. فأخرج متاعه في السوق فوجد فيه مصحفا فسأل سالما؟ فقال: بعه وتصدق بثمنه. وكذا رواه علي بن المديني وأبو داود والترمذي من حديث عبد العزيز بن محمد الدراوردي زاد أبو داود وأبو إسحق الفزاري كلاهما عن أبي واقد الليثي الصغير صالح بن محمد بن زائدة به. وقال علي بن المديني والبخاري وغيرهما: هذا حديث منكر من رواية أبي واقد هذا وقال الدارقطني: الصحيح أنه من فتوى سالم فقط وقد ذهب إلى القول بمقتضى هذا الحديث الإمام أحمد بن حنبل ومن تابعه من أصحابه وقد رواه الأموي عن معاوية عن أبي إسحق عن