الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت ". رواه الإمام أحمد وهذا لفظه والترمذي والنسائي وابن ماجة وقال الترمذي: حسن صحيح وكذا صحح من حديث ابن عباس نحوه. وروى أحمد عن أبي هريرة نحوه وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان حدثنا بشر بن عاصم عن زريق بن مسلم الأعمى مولى بني مخزوم حدثني زياد بن أبي عياش عن يحيى بن جعدة بن هبيرة في قوله تعالى " ومن دخله كان آمنا " قال: آمنا من النار وفي معنى هذا القول الحديث الذي رواه البيهقي. أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان حدثنا أحمد بن عبيد حدثنا محمد بن سليمان بن الواسطي حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا ابن المؤمل عن ابن محيصن عن عطاء عن عبد الله بن عباس: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من دخل البيت دخل في حسنة وخرج من سيئة وخرج مغفورا له " ثم قال: تفرد به عبد بن المؤمل وليس بالقوي. وقوله " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " هذه آية وجوب الحج عند الجمهور. وقيل: بل هي قوله " وأتموا الحج والعمرة لله " والأولى أظهر. وقد وردت الأحاديث المتعددة بأنه أحد أركان الاسلام ودعائمه وقواعده وأجمع المسلمون على ذلك إجماعا ضروريا وإنما يجب على المكلف في العمر مرة واحدة بالنص والاجماع. قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا يزيد بن هارون حدثنا الربيع بن مسلم القرشي عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا " فقال رجل أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم " ثم قال " ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم وإذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شئ فدعوه ". ورواه مسلم عن زهير بن حرب عن يزيد بن هارون به نحوه. وقد روى سفيان بن حسين وسليمان بن كثير وعبد الجليل بن حميد ومحمد بن أبي حفصة عن الزهري عن أبي سنان الدؤلي واسمه يزيد بن أمية عن ابن عباس رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " يا أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج " فقام الأقرع بن حابس فقال: يا رسول الله أفي كل عام؟ فقال " لو قلتها لوجبت ولو وجبت لم تعملوا بها ولن تستطيعوا أن تعملوا بها الحج مرة فمن زاد فهو تطوع " رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة والحاكم من حديث الزهري به ورواه شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس بنحوه. وروى من حديث أسامة بن زيد.
وقال الإمام أحمد: حدثنا منصور بن وردان عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن أبيه عن البختري عن علي رضي الله عنه قال:
لما نزلت " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " قالوا: يا رسول الله في كل عام؟ فسكت قالوا يا رسول الله في كل عام؟ قال " لا ولو قلت نعم لوجبت " فأنزل الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم " وكذا رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم من حديث منصور بن وردان به ثم قال الترمذي: حسن غريب. وفيما قال نظر لان البخاري قال: لم يسمع أبو البختري من على وقال ابن ماجة: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال: قالوا: يا رسول الله الحج في كل عام؟ قال " لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت لم تقوموا بها ولو لم تقوموا بها لعذبتم ". وفي الصحيحين من حديث ابن جريج عن عطاء عن جابر عن سراقة بن مالك قال: يا رسول الله متعتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد؟ قال " لا بل للأبد " وفي رواية " بل لابد الأبد ".
وفى مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود من حديث واقد بن أبي واقد الليثي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه في حجته " هذه ثم ظهور الحصر " يعني ثم الزمن ظهر الحصر ولا تخرجن من البيوت وأما الاستطاعة فأقسام تارة يكون الشخص مستطيعا بنفسه وتارة بغيره كما هو مقرر في كتب الاحكام. قال أبو عيسى الترمذي: حدثنا عبد الرحمن بن حميد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا إبراهيم بن يزيد قال: سمعت محمد بن عباد بن جعفر يحدث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من الحاج يا رسول الله؟ قال " الشعث التفل "