* (وله ما سكن فى اليل والنهار وهو السميع العليم * قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السموت والارض وهو يطعم ولا يطعم قل إنى أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين * قل إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم) *.
قوله تعالى (وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم. قل أغير الله اتخذ وليا فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل انى أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين قل أدنى أخاف ان عصيت ربى عذاب عظيم) في الآية مسائل:
(ا لمسألة الأولى) اعلم أن أحسن ما قيل في نظم هذه الآية ما ذكره أبو مسلم رحمه الله تعالى.
فقال: ذكر في الآية الأولى السماوات والأرض، إذ لامكان سواهما. وفى هذه الآية ذكر الليل والنهار إذ لا زمان سواهما، فالزمان والمكان ظرفان للمحدثات، فأخبر سبحانه مالك للمكان والمكانيات، ومالك للزمان والزمانيات، وهذا بيان في غاية الجلالة.
وأقول ههنا دقيقة أخرى، وهو أن الابتداء وقع بذكر المكان والمكانيات، ثم ذكر عقيبه الزمان والزمانيات، وذلك لان المكان والمكانيات أقرب إلى القول العقول والأفكار من الزمان والزمانيات، لدقائق مذكورة في العقليات الصرفة، والتعليم الكامل هو الذي يبدأ فيه بالأظهر فالأظهر مترقيا إلى الأخفى فالأخفى، فهذا ما يتعلق بوجه النظم.
(المسألة الثانية) قوله (وله ما سكن في الليل والنهار) يفيد الحصر والتقدير: هذه الأشياء له لا لغيره، هذا هو الحق لان كل موجود فهو إما واجب لذاته، وإما ممكن لذاته، فالواجب لذاته ليس الا الواحد. وما سوى ذلك الواحد ممكن. والممكن لا يوجد الا بايجاد الواجب لذاته، وكل ما حصل بايجاده وتكوينه كان ملكا له، فثبت أن ما سوى ذلك الموجود الواجب لذاته فهو ملكه ومالكه فلهذا السبب قال (وله ما سكن في الليل والنهار) (المسألة الثالثة) في تفسير هذا السكون قولان: الأول: أن المراد منه الشئ الذي سكن بعد أن تحرك، فعلى هذا، المراد كل ما استقر في والنهار من الدواب، وجملة الحيوانات في البر والبحر