والمراد بهما الدين. وقال آخرون: بينهما فرق، فالشرعة عبارة عن مطلق الشريعة، والطريقة عبارة عن مكارم الشريعة، وهي المراد بالمنهاج، فالشريعة أول، والطريقة آخر. وقال المبرد: الشريعة ابتداء الطريقة، والطريقة المنهاج المستمر، وهذا تقرير ما قلناه. والله أعلم بأسرار كلامه. ثم قال تعالى: * (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) * أي جماعة متفقة على شريعة واحدة، أو ذوي أمة واحدة، أي دين واحد لا اختلاف فيه. قال الأصحاب: هذا يدل على أن الكل بمشيئة الله تعالى والمعتزلة حملوه على مشيئة الالجاء. ثم قال تعلى: * (ولكن ليبلوكم فيما آتاكم) * من الشرائع المختلفة، هل تعملون بها منقادين لله خاضعين لتكاليف الله، أم تتبعون الشبه وتقصرون في العمل. * (فاستبقوا الخيرات) * أي فابدروها وسابقوا نحوها.
* (إلى الله مرجعكم جميعا) * استئناف في معنى التعليل لاستباق الخيرات. * (فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) * فيخبركم بما لا تشكون معه من الجزاء الفاصل بين محقكم ومبطلكم، وموفيكم ومقصركم في العمل، والمراد أن الأمر سيؤول إلى ما يزول معه الشكوك ويحصل مع اليقين، وذلك عند مجازاة المحسن بإحسانه والمسئ بإساءته.
ثم قال تعالى: * (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا يتبع أهواءهم) * وفيه مسائل: المسألة الأولى: فإن قيل: قوله: * (وأن احكم بينهم) * معطوف على ماذا؟ قلنا: على * (الكتاب) * في قوله * (وأنزلنا إليك الكتاب) * (المائدة: 48) كأنه قيل: وأنزلنا إليك أن أحكم