تفسير الرازي - الرازي - ج ١٢ - الصفحة ١٠٥
وذلك ليس في وسعي ولعل إظهارها يوجب ما يسوءكم مثل أنها لو ظهرت فكل من خالف بعد ذلك استوجب العقاب في الدنيا، ثم إن المسلمين لما سمعوا الكفار يطالبون الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه المعجزات، وقع في قلوبهم ميل إلى ظهورها فعرفوا في هذه الآية أنهم لا ينبغي أن يطلبوا ذلك فربما كان ظهورها يوجب ما يسوءهم. الوجه الثالث: أن هذا متصل بقوله: * (والله يعلم ما تبدون وما تكتمون) * (المائدة: 99) فاتركوا الأمور على ظواهرها ولا تسألوا عن أحوال مخيفة إن تبد لكم تسؤكم. المسألة الثانية: أشياء جمع شيء وأنها غير متصرفة وللنحويين في سبب امتناع الصرف وجوه الأول: قال الخليل وسيبويه: قولنا شيء جمعه في الأصل شيآء على وزن فعلاء فاستثقلوا اجتماع الهمزتين في آخره، فنقلوا الهمزة الأولى التي هي لام الفعل إلى أول الكلمة فجاءت لفعاء، وذلك يوجب منع الصرف لثلاثة أوجه، واحد منها مذكور، واثنان خطرا ببالي. أما الأول: وهو المذكور فهو أن الكلمة لما كانت في الأصل على وزن فعلاء، مثل حمراء، لا جرم لم تنصرف كما لم ينصرف حمراء، والثاني: أنها لما كانت في الأصل شيآء ثم جعلت أشياء كان ذلك تشبيها بالمعدول كما في عامر وعمر، وزافر وزفر، والعدل أحد أسباب منع الصرف. الثالث: وهو إنا لما قطعنا الحرف الأخير منه وجعلناه أوله، والكلمة من حيث إنها قطع منها الحرف الأخير صارت كنصف الكلمة، ونصف الكلمة لا يقبل الاعراب ، ومن حيث إن ذلك الحرف الذي قطعناه منها ما حذفناه بالكلية، بل ألصقناه بأولها، كانت الكلمة كأنها باقية بتمامها، فلا جرم منعناه بعض وجوه الاعراب دون البعض، تنبيها على هذه الحالة، فهذا ما خطر بالبال في هذا المقام. الوجه الثاني: في بيان السبب في منع الصرف ما ذكره الأخفش والفراء: وهو أن أشياء وزنه أفعلاء، كقوله أصدقاء وأصفياء، ثم إنهم استثقلوا اجتماع الياء والهمزتين فقدموا الهمزة، فلما كان أشياء في الأصل أشيياء على وزن أصدقاء وأفعلاء، وكان ذلك مما لا يجري فيه الصرف، فكذا ههنا. الوجه الثالث: ما ذكره الكسائي: وهو أن أشياء على وزن أفعال، إلا أنهم لم يصرفوه لكونه شبيها في الظاهر بحمراء وصفراء، وألزمه الزجاج أن لا ينصرف أسماء وأبناء، وعندي أن سؤال الزجاج ليس بشيء، لأن للكسائي أن يقول: القياس يقتضي ذلك في أبناء وأسماء، إلا أنه ترك العمل به للنص، لأن النص أقوى من القياس، ولم يوجد النص في لفظ أشياء فوجب الجري فيه على القياس، ولأن المحققين من النحويين اتفقوا على أن العلل النحوية لا توجب الاطراد، ألا ترى أنا إذا قلنا
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور) 2
2 قوله تعالى (فلا تخشوا الناس واخشون) 4
3 قوله تعالى (وكتبنا عليهم فيها) الآية 6
4 قوله تعالى (فمن تصدق به فهو كفارة له) 7
5 قوله تعالى (وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم) 8
6 قوله تعالى (وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه) 9
7 قوله تعالى (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق) 10
8 قوله تعالى (فاحكم بينهم بما أنزل الله) 11
9 قوله تعالى (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) 13
10 قوله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون) الآية 14
11 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) 15
12 قوله تعالى (فترى الذين في قلوبهم مرض) 16
13 قوله تعالى (ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا) الآية 17
14 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه) الآية 18
15 قوله تعالى (إنما وليكم الله ورسوله) 25
16 قوله تعالى (ومن يتول الله ورسوله) 31
17 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا) 32
18 قوله تعالى (وإذا ناديتم إلى الصلاة) 33
19 قوله تعالى (قل هل أنبئكم بشر من ذلك) 35
20 قوله تعالى (وإذا جاؤكم قالوا آمنا) الآية 38
21 قوله تعالى (وترى كثيرا منهم يسارعون في الاثم والعدوان) الآية 39
22 قوله تعالى (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم) الآية 40
23 قوله تعالى (ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم) 46
24 قوله تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) الآية 48
25 قوله تعالى (يا أهل الكتاب لستم على شئ) 50
26 قوله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون) الآية 51
27 قوله تعالى (لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل) 54
28 قوله تعالى (وحسبوا أن لا تكون فتنة) 56
29 قوله تعالى (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم) الآية 59
30 قوله تعالى (أفلا يتوبون إلى الله) الآية 60
31 قوله تعالى (أنظر كيف نبين لهم الآيات) 61
32 قوله تعالى (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم) الآية 62
33 قوله تعالى (لعن الذين كفروا) الآية 63
34 قوله تعالى (ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) 64
35 قوله تعالى (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود) الآية 65
36 قوله تعالى (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول) الآية 67
37 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) الآية 69
38 قوله تعالى (وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا) الآية 72
39 قوله تعالى (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم) الآية 73
40 قوله تعالى (فكفارته إطعام عشرة مساكين) الآية 74
41 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر) الآية 79
42 قوله تعالى (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء) الآية 80
43 قوله تعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا) الآية 82
44 قوله تعالى (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) 83
45 قوله تعالى (ليبلونكم الله بشئ من الصيد) 85
46 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم) الآية 86
47 قوله تعالى (أحل لكم صيد البحر وطعامه) 97
48 قوله تعالى (جعل الله الكعبة البيت الحرام) الآية 99
49 قوله تعالى (اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم) الآية 102
50 قوله تعالى (ما على الرسول إلا البلاغ 103
51 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) 104
52 قوله تعالى (ما جعل الله من بحيرة) 108
53 قوله تعالى (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول) الآية 110
54 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم) الآية 111
55 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) 113
56 قوله تعالى (اثنان ذوا عدل منكم) الآية 114
57 قوله تعالى (فان عثر على أنهما استحقا إثما فآخران يقومان مقامهما) 119
58 قوله تعالى (يوم يجمع الله الرسل) الآية 121
59 قوله تعالى (قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب) 122
60 قوله تعالى (إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أذكر نعمتي عليك) الآية 124
61 قوله تعالى (وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني) 126
62 قوله تعالى (وإذ كففت بني إسرائيل عنك) الآية 127
63 قوله تعالى (إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم) 128
64 قوله تعالى (قالوا نريد أن نأكل منها) 130
65 قوله تعالى (قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء) 131
66 قوله تعالى (قال الله اني منزلها عليكم) 132
67 قوله تعالى (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني) 133
68 قوله تعالى (ما قلت لهم إلا ما أمرتني به) 135
69 قوله تعالى (إن تعذبهم فإنهم عبادك) 136
70 قوله تعالى (قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم) الآية 137
71 قوله تعالى (لله ملك السماوات والأرض) 139
72 سورة الانعام 141
73 قوله تعالى (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض) الآية 141
74 قوله تعالى (هو الذي خلقكم من طين) 152
75 قوله تعالى (وهو الله في السماوات وفي الأرض) الآية 154
76 قوله تعالى (وما تأتيهم من آية من آيات ربهم) الآية 157
77 قوله تعالى (ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن) الآية 158
78 قوله تعالى (ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس) الآية 160
79 قوله تعالى (وقالوا لولا أنزل عليه ملك) 161
80 قوله تعالى (ولقد استهزئ برسل من قبلك) 162
81 قوله تعالى (قل سيروا في الأرض) الآية 163
82 قوله تعالى (قل لمن ما في السماوات والأرض) الآية 164
83 قوله تعالى (وله ما سكن في الليل والنهار) 167
84 قوله تعالى (قل أغير الله أتخذ وليا) الآية 168
85 قوله تعالى (من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه) الآية 170
86 قوله تعالى (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو) الآية 171
87 قوله تعالى (وهو القاهر فوق عباده) 173
88 قوله تعالى (قل أي شئ أكبر شهادة قل الله) الآية 175
89 قوله تعالى (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم 179
90 قوله تعالى (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا) الآية 180
91 قوله تعالى (ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا) 182
92 قوله تعالى (ومنهم من يستمع إليك) 185
93 قوله تعالى (وهم ينهون عنه وينأون عنه) 189
94 قوله تعالى (ولو ترى إذ وقفوا على النار) 190
95 قوله تعالى (بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل) الآية 193
96 قوله تعالى (وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين) الآية 195
97 قوله تعالى ((قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله) 196
98 قوله تعالى (وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو) الآية 200
99 قوله تعالى ((قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون) الآية 203
100 قوله تعالى (ولقد كذبت رسل من قبلك) الآية 206
101 قوله تعالى (وإن كان كبر عليك إعراضهم) الآية 207
102 قوله تعالى (إنما يستجيب الذين يسمعون) الآية 209
103 قوله تعالى (وما من دابة في الأرض ولا طائر) الآية 211
104 قوله تعالى (والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات) الآية 220
105 قوله تعالى (قل أرأيتم إن أتاكم عذاب الله) 222
106 قوله تعالى (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك) 224
107 قوله تعالى (فلما نسوا ما ذكروا به) الآية 225
108 قوله تعالى (فقطع دابر القوم الذين ظلموا) 226
109 قوله تعالى (قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم) الآية 227
110 قوله تعالى (قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة) الآية 228
111 قوله تعالى (وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين) الآية 229
112 قوله تعالى (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله) الآية 230
113 قوله تعالى (وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم) 232
114 قوله تعالى (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) الآية 233
115 قوله تعالى (وكذلك فتنا بعضهم ببعض) 237