تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي - ج ٣ - الصفحة ١٠٩
ولو أن عليه قميصين لنفد شعره منها، فسمعته يقول: يزعم بنو إسرائيل انى أكرم ولد آدم على الله، وهذا رجل أكرم على الله منى، فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا أخوك موسى بن عمران، فسلمت عليه وسلم على، واستغفرت له واستغفرا لي، وإذا فيها ملائكة من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات.
قال ثم صعدنا إلى السماء السابعة، فما مررت بملك من الملائكة الا قالوا:
يا محمد احتجم وأمر أمتك بالحجامة، وإذا فيها رجل أشمط (1) الرأس واللحية جالس على كرسي فقلت: يا جبرئيل من هذا الذي في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار الله تعالى؟ فقال: هذا يا محمد أبوك إبراهيم، وهذا محلك ومحل من اتقى من أمتك، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله: " ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين " فسلمت عليه وسلم على، وقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح والمبعوث في الزمن الصالح، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات، فبشروني بالخير ولامتى، قال رسول الله صلى الله عليه وآله ورأيت في السماء بحارا من نور يتلألأ يكاد تلألؤها يخطف بالابصار. وفيها بحار من ظلمة وبحار من ثلج ترعد فكلما فزعت ورأيت هؤلاء سألت جبرئيل فقال: ابشر يا محمد واشكر كرامة ربك واشكر الله بما صنع إليك، قال فثبتني الله بقوته وعونه حتى كثر قولي لجبرئيل وتعجبي، فقال جبرئيل: يا محمد أتعظم ما ترى؟ انما هذا خلق من خلق ربك فكيف بالخالق الذي خلق ما ترى؟ وما لا ترى أعظم من هذا!، ان بين الله وبين خلقه تسعين ألف حجاب، وأقرب الخلق إلى الله أنا وإسرافيل، وبيننا وبينه أربعة حجب، حجاب من نور، وحجاب من ظلمة، وحجاب من الغمام، و حجاب من الماء.

* الثعلبي انه ذكر في وصفه (ع): كأنه من رجال أردشنوءة، وقال الفيروزآبادي: أزدشنوءة - وقد تشدد الواو -: قيلة سميت لشنان بينهم، قال المجلسي (ره) بعد نقل الأقوال: وعلى المقادير شبهه صلى الله عليه وآله بإحدى تلك الطوائف في لادمة وطول القامة.
(1) الشمط: بياض في الرأس يخالطه سواد.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست