حديث آخر أخرجه أبو داود في سننه عن عائشة بنت طلحة ان عائشة أم المؤمنين حدثتها قالت كنا نخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة فنضمد جباهنا بالمسك المطيب عند الاحرام فإذا عرقت إحدانا سأل على وجهها فيراه النبي عليه السلام فلا ينهانا انتهى أحاديث الخصوم اخرج البخاري ومسلم عن يعلى بن أمية قال اتى النبي عليه السلام رجل متضمخ بطيب وعليه جبة فقال يا رسول الله كيف ترى في رجل أحرم بعمرة في جبة بعد ما تضمخ بطيب فقال له النبي عليه السلام اما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات واما الجبة فانزعها ثم اصنع في عمرتك ما تصنع في حجك زاد البخاري في لفظ معلق وقال بن جريج قلت لعطاء أراد الانقاء حين امره ان يغسله ثلاث مرات قال نعم وفي لفظ لهما وهو متضمخ بالخلوق فقال له اغسل عنك اثر الخلوق وفي لفظ لمسلم وهو مصفر لحيته ورأسه فقال له اغسل عنك الصفرة وفي لفظ للبخاري اغسل عنك اثر الخلوق واثر الصفرة قال المنذري في مختصره بعد ذكره حديث أبي داود المتقدم فيه دليل على أن للمحرم ان يتطيب قبل احرامه بطيب يبقى اثره بعد الاحرام ولا يضره بقاؤه وعليه أكثر الصحابة رضي الله عنهم واستدل من منعه بقوله عليه السلام اغسل عنك اثر الخلوق وحمل على أنه كان من زعفران يدل عليه رواية مسلم وهو مصفر لحيته ورأسه وقد نهى الرجل عن التزعفر وقيل إنه من خواصه عليه السلام وفيه نظر فقد رأى بن عباس محرما وعلى رأسه مثل الرب من الغالية وقال مسلم بن صبح رأيت بن الزبير وهو محرم وفي رأسه ولحيته من الطيب ما لو كان لرجل أعد منه رأس مال انتهى قلت رواية الزعفران عند أحمد في مسنده روى حديث يعلى بن أمية وقال فيه ثم دعاه عليه السلام فقال له اخلع عنك هذه الجبة واغسل عنك هذا الزعفران ثم
(٩٣)