ومن أحاديث الباب ما أخرجاه في الصحيحين عن أنس عن زيد بن ثابت قال تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة قلت كم كان قدر ما بينهما قال خمسين آية انتهى حديث آخر أخرجه البخاري عن سهل بن سعد قال كنت أتسحر في أهلي ثم يكون سرعة أن أدرك صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى حديث اختلاف المطالع أخرج مسلم في صحيحه عن كريب مولى ابن عباس أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بن أبي سفيان بالشام قال فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل على رمضان وأنا بالشام فرأينا الهلال يعني ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس عن الهلال ن فقال متى رأيتم الهلال فقلت رأيناه ليلة الجمعة فقال أنت رأيته قلت نعم رآه الناس وصاموا وصام معاوية فقال لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه فقلت ألا تكتفي برؤية معاوية وصيامه فقال لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى وهو حجة على المذهب لكن قال البيهقي رحمه الله في المعرفة يحتمل أن يكون بن عباس إنما قال ذلك لانفراد كريب بهذا الخبر وجعل طريقه طريق الشهادات فلم يقبل فيه قول الواحد ويحتمل أن يكون قوله هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتبارا بقوله عليه السلام فإن غم عليكم فأكملوا العدة ويكون ذلك قوله لا فتوى من جهته أخذا بهذا الخبر انتهى وأجاب صاحب التنقيح فقال إنما معناه أنهم لا يفطرون بقول كريب وحده وبه نقول وإنما محل الخلاف وجوب قضاء اليوم الأول وليس هو في الحديث انتهى وهذا الجواب هو جواب الأول للبيهقي وهو بناء على مذهبهما في عدم قبول الواحد في هلال رمضان والله أعلم الحديث الثالث والعشرون قال عليه السلام دع ما يريبك إلى مالا يريبك
(٤٠)