روى محمد بن الحسن الشيباني في كتاب الآثار أخبرنا أبو حنيفة عن حماد بن سليمان أنه سعى بين الصفا والمروة مع عكرمة فجعل حماد يصعد الصفا وعكرمة لا يصعده ويصعد حماد المروة وعكرمة لا يصعده فقال له حماد يا أبا عبد الله ألا تصعد الصفا والمروة فقال هكذا كان طواف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حماد فلقيت سعيد بن جبير فذكرت له ذلك فقال إنما طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وهو شاك يستلم الأركان بمحجن فطاف بالصفا والمروة على راحلته فمن أجل ذلك لم يصعد انتهى وهذا مرسل وقد أشار البخاري في صحيحه إلى هذا المعنى فقال باب المريض يطوف راكبا ثم ذكر حديث بن عباس المتقدم ثم ذكر حديث أم سلمة أنها اشتكت فقال عليه السلام طوفي من وراء الناس وأنت راكبة قالت فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جنب البيت ورواه مسلم أيضا وفي لفظ للبخاري فقال لها عليه السلام إذا أقيمت الصلاة للصبح فطوفي على بعيرك والناس يصلون ففعلت ذلك انتهى وأما حديث طارق بن أشيم فأخرجه أبو القاسم البغوي وابن قانع في معجميهما والعقيلي في كتابه عن محمد بن عبد الرحمن بن قدامة الثقفي ثنا أبو مالك الأشجعي عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف حول البيت فإذا ازدحم الناس على الحجر استقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم بمحجن بيده انتهى قال البغوي لا أعلم روى هذا غير محمد بن عبد الرحمن الثقفي وأبو مالك الأشجعي اسمه سعد بن طارق وأبوه طارق بن أشيم سكن الكوفة روى عن النبي عليه السلام أحاديث انتهى وقال العقيلي محمد بن عبد الرحمن بن قدامة قال البخاري فيه نظر وقال الشيخ في الامام وقال شيخنا المنذري رجال هذا الحديث كلهم ثقات خلا محمد بن عبد الرحمن بن قدامة الثقفي فإن البخاري قال إن فيه نظر انتهى
(١٢٠)