في رجب فقالت يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو معه وما اعتمر في رجب قط انتهى أخرجه مسلم في الحج والبخاري في المغازي في غزوة خيبر في باب عمرة القضاء وظاهر هذا أنه سمع منها ولو لم يكن عند البخاري كذلك لما أخرجه لأنه يشترط اللقاء وسماع الراوي ممن روى عنه مرة واحدة فصاعدا ولا خلاف في إدارك مجاهد لعائشة وأخرج مسلم أيضا عن بن نجيح عن مجاهد عن عائشة قالت حضت بسرف فطهرت بعرفة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم يجزئ عنك طوافك بالصفا والمروة عن حجتك انتهى ومسلم إنما يعتبر التعاصر وإمكان السماع ما لم يقم دليل على خلافه مع أنه أخرجه من رواية طاوس عن عائشة بإسناد لا خلاف في اتصاله وأخرج النسائي في سننه عن موسى الجهني قال أتى مجاهد بقدح حزرته ثمانية أرطال فقال حدثتني عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بمثل هذا انتهى وهذا صريح في سماعه منها وقال بن حبان في صحيحه في النوع الثالث والأربعين من القسم الثاني من زعم أن مجاهدا لم يسمع من عائشة كان واهما ماتت عائشة في سنة سبع وخمسين وولد مجاهد في سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر انتهى كلامه وقال بن القطان في كتابه ذكر الدوري عن ابن معين قال كان يحيى بن سعيد القطان ينكر سماع مجاهد من عائشة وقال القطان كان شعبة ينكره أيضا ذكره الترمذي في العلل وذكر عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال كان شعبة ينكره وقال بن أبي حاتم روى عن عائشة مرسلا انتهى كلامه وقال غيره وقد ثبت عن البخاري ومسلم سماع مجاهد من عائشة فلا يلتفت إلى من نفاه الحديث السادس والثمانون روى أنه عليه السلام نهى النساء عن الحلق وأمرهن بالتقصير قلت غريب بهذا اللفظ وكأنه حديث مركب فنهى النساء عن الحلق فيه أحاديث منها ما رواه الترمذي في الحج والنسائي في الزينة قالا حدثنا محمد
(١٩٠)