صدق عن أبي هريرة وأبو ميمونة هذا ليس مجهولا فقد كناه هلال بن أسامة بأبي ميمونة وسماه سلمى وذكر انه مولى من أهل المدينة ووصفه بأنه رجل صدق وهذا القدر كاف في الراوي حتى يتبين خلافه وأيضا فقد روى عن أبي ميمونة المذكور أبو النضر قاله أبو حاتم وروى عنه يحيى بن أبي كثير هذا الحديث نفسه كما رواه ابن أبي شيبة في مسنده حدثنا وكيع عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي ميمونة عن أبي هريرة قال جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد طلقها زوجها فأراد ان يأخذ ابنها فقال عليه السلام استهما فيه فقال عليه السلام للغلام تخير أيهما شئت قال فاختار أمه فذهبت به انتهى قال فجاء من هذا جودة الحديث وصحته انتهى قوله وقد صح ان الصحابة لم يخيروا قلت تقدم قريبا لمالك والبيهقي عن أبي بكر انه دفع الغلام لامه لما اختصم فيه عمر وأمه وقال فيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا توله والدة عن ولدها وقد ورد ما يخالف ذلك روى عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا بن جريج انه سمع عبد الله بن عبيد بن عمير يقول اختصم أب وأم في ابن لهما إلى عمر بن الخطاب فخيره فاختار أمه فانطلقت به انتهى وتقدم عند ابن حبان عن أبي هريرة انه خير غلاما بين أبيه وأمه الحديث الرابع قال عليه السلام اللهم اهده فوق لاختيار الا نظر بدعائه عليه السلام قلت أخرجه أبو داود في الطلاق والنسائي في الفرائض عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن جده رافع بن سنان انه أسلم وأبت امرأته ان تسلم فجاء بابن لهما صغير لم يبلغ فأجلس النبي صلى الله عليه وسلم الأب ههنا والام ههنا ثم خيره وقال اللهم اهده فذهب إلى أبيه انتهى ولفظ أبي داود انه أسلم وأبت امرأته ان تسلم فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ابنتي وهي فطيم وقال رافع ابنتي فأقعد النبي صلى الله عليه وسلم الام ناحية والأب ناحية وأقعد الصبية بينهما وقال لهما ادعواها فمالت الصبية إلى أبيها
(٥٥٢)