انتهى وأغفل هذا الجاهل هذين الحديثين وأخذ يستشهد بما في حديث جابر الطويل حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصاة الخذف رمى من بطن الوادي ثم انصرف إلى المنحر فنحر وهذا ليس بصريح في ذلك قوله ويقطع التكبير مع أول حصاة لما روينا عن بن مسعود عنه قلت كأن المصنف ذهل فإنه لم يذكر هذا عن بن مسعود وإنما ذكر عنه التكبير مع كل حصاة إلا أن يكون بمفهومه فإن قوله يكبر مع كل حصاة يدل على أنه قطع التلبية من أول حصاة وصرح به البيهقي في المعرفة فقال بعد أن ذكره من جهة مسلم وفيه دلالة على أنه قطع التلبية بأول حصاة ثم كان يكبر مع كل حصاة انتهى كلامه وروى في السنن من حديث بن مسعود قال رمقت النبي عليه السلام فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة بأول حصاة انتهى الحديث الحادي والستون روى جابر أنه عليه السلام قطع التلبية عند أول حصاة رمى بها جمرة العقبة قلت هو مفهوم ما في حديث جابر الطويل حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة الحديث وتقدم صريحا عن بن مسعود عند البيهقي
(١٦٧)