اضطر إليه ولم يجد عنه محيصا فأما من ألقى نفسه في البلاء عمدا فماله في ذلك من الاجر شئ انتهى قلت ويدخل فيه أيضا من تكلف الدوران وكثرة المشي إلى المساجد بالنسبة إلى قوله عليه السلام وكثرة الخطأ إلى المساجد ومن يصنع في طلوع الشيب في شعره بالنسبة إلى قوله عليه السلام من شاب شيبة في الاسلام إنما يؤجر عليهما من بلى بهما حديث أخر أخرجه البيهقي عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إسحاق الخوارزمي قال سألت عاصما الأحول أيستاك الصائم بالسواك الرطب قال نعم أتراه أشد رطوبة من الماء قلت أول النهار وآخره قال نعم قلت عمن رحمك الله قال عن أنس عن النبي عليه السلام انتهى وقال تفرد به إبراهيم بن عبد الرحمن الخوارزمي وقد حدث عن عاصم بالمناكير لا يحتج به وقد روى من وجه آخر ليس فيه ذكر أول النهار وآخره ثم ساقه من طريق بن عدي كذلك حديث آخر رواه بن حبان في كتاب الضعفاء عن أحمد بن عبد الله بن بسرة الحراني عن شجاع بن الوليد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك آخر النهار وهو صائم انتهى وأعله بابن ميسرة وقال لا يحتج به ورفعه باطل والصحيح عن بن عمر من فعله والله أعلم انتهى أحاديث الخصوم روى الطبراني في معجمه والدارقطني في سننه من حديث كيسان أبي عمرو القصار عن عمرو بن عبد الرحمن عن خباب عن النبي عليه السلام قال إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي فإن الصائم إذا يبست شفتاه كانت له نور يوم القيامة انتهى قال الدارقطني رحمه الله كيسان ليس بالقوي ثم أخرجه عن كيسان عن يزيد بن بلال عن علي موقوفا وقال كيسان ليس بالقوي ويزيد بن بلال غير معروف انتهى
(٢٥)