الطعام وإن شاء صام ثلاثة أيام لقوله تعالى ففدية من صيام أو صدقة أو نسك وكلمة أو للتخيير وقد فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ذكرنا قلت يشير إلى حديث كعب بن عجرة أخرجه الأئمة الستة في كتبهم عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو بالحديبية قبل أن يدخل مكة وهو محرم وهو يوقد تحت قدره والقمل يتهافت على وجهه فقال أيؤذيك هوامك هذه قال نعم قال فأحلق رأسك وأطعم فرقا بين ستة مساكين والفرق ثلاثة أصوع أو صم ثلاثة أيام أو انسك نسيكة انتهى وفي لفظ لمسلم فقال له النبي عليه السلام أحلق ثم اذبح شاة نسكا أو صم ثلاثة أيام أو أطعم ثلاثة آصع من تمر على ستة مساكين انتهى وفي لفظ له عن عمر أنه سأل كعبا أي شئ افتدى حين حلق رأسه قال ذبح بقرة وفي لفظ فقال لي هل عندك فرق تقسمه بين ستة مساكين والفرق ثلاثة آصع أو أنسك شاة أو صم ثلاثة أيام فقلت يا رسول الله خر لي قال أطعم ستة مساكين وفي لفظ عن الحسن أنه قال فكيف صنعت قال ذبحت شاة والله أعلم أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الله بن معقل قال حدثني كعب بن عجرة أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرما فقمل رأسه ولحيته فبلغ ذلك النبي عليه السلام فأرسل إليه فدعا الحلاق فحلق رأسه ثم قال هل عندك نسك قال ما أقدر عليه فأمره أن يصوم ثلاثة أيام أو يطعم ستة مساكين لكل مسكين صاع فأنزل الله فيه خاصة فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ثم كانت للمسلمين عامة انتهى وفي لفظ لهما عن عبد الله بن معقل قال قعدت إلى كعب بن عجرة وهو في المسجد فسألته عن هذه الآية ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فقال كعب في نزلت كان بي أذى من رأسي فحملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي فقال ما كنت أرى أن الجهد بلغ منك ما أرى أتجد شاة فقلت لا فنزلت هذه الآية ففدية من صيام أو صدقة أو نسك قال صوم ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين نصف صاع لكل مسكين قال فنزلت في خاصة وهي لكم عامة انتهى
(٢٣٦)